قلت: قلت: وقد حسن بنا المقام أن نذكر هاهنا شيئا فيما ورد في صفة الشيعة أتباع العترة المحمدية الذي يتولونهم على العموم ويجلون عنهم -عند تضايق النفوس- الهموم، الذين هم الزيدية فهم صفوة الشيعة العلوية، والسلالة المحمدية، لاختصاصهم [18ب-أ] بتولي كل من ذرية المصطفين الحسن والحسين عموما، ولا يستخفون منهم صغيرا ولا كبيرا، ولا ذكرا، ولا أنثى ولا إماما ولا مأموما إلا من عاند (1) منهم وأبى، وفارق بمعتقده أو بظلمه لنفسه الآباء، فإنهم لا يوالونه لفعله المذموم لا لكونه من نسل المعصوم ، وذلك لدلائل دل عليها الشارع المعلوم، فلهذا أخرجوا من عموم المحبة حسب ما يأتي بيانه تفصيلا قريبا -إن شاء الله تعالى- فإذا عرفت هذا عرفت أنهم يحبون أولاد البطنين ولا يفاضلوا بين صفوة السبطين، ولا يفرقوا بين الأئمة الهادين، بل يتولونهم أجمعين ولم يعتقدوا كمعتقد من شابه في معتقد من تعتى من اليهود والنصارى من هذه الأمة التي ضعفت منها الآراء في تفريق بعضهم بين من تقدم من العترة وبين المتأخرين، مموهين على عوامهم ممن انتحل نحلتهم أن المتأخرين من صفوة العترة خالفوا في اعتقادهم معتقد آباءهم الأولين من غير تمييز منهم ولا حد يميزونه على زعمهم بين المطيعين من العترة وبين العاصين، بل إنما ذلك لدعوى منهم أن الأول من العترة كان يعتقد معتقدهم في الجبر ونحوه ولتقديم المشائخ السابقين على أمير المؤمنين وإنما التوحيد والعدل ونحوه واعتقاد سبق أمير المؤمنين انتحلها المتأخرون فيا ويلهم من ديان يوم الدين؛ فإنما المتأخرون من العترة الزاكين أخذوا أديانهم في المعتقدات وفي الأديان عن أب فأب عن آبائهم الأولين عن أمير المؤمنين [20-ب] عن سيد المرسلين، عن رب العالمين فهم جميعا على النهج القويم، والصراط المستقيم، وتفريق بعضهم بين الأئمة الهادين، واختاروا لهم من أحد البطنين أئمة معدودين اثني عشر مخصوصين، ولا إشكال أنهم من النجوم الهادين، وممن وجب حبهم مشروطا بحب الباقين، وإذا فات الشرط فات حبهم ومودتهم أجمعين؛ [19أ-أ] لأن المفرق بينهم كالمفرق بين النبيين؛ فلهذا شابه من شابه من اليهود والنصارى العاصين؛ (الذين جعلوا القرآن عضين)، فوربك ليسألنهم الله أجمعين، عما كانوا يعملون {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}[ ]}.
فإذا تقرر عندك هذا عرفت أن صفوة الزيدية هم الشيعة المقصودون بتلك الأحاديث النبوية، والمخصوصون عن غيرهم من فرق المتشيعين، وغيرهم من الذين صاروا في آرائهم عامهين، إذ أدلة المودة من الكتاب والسنة لم تفصل بظاهرها ولا بمضمونها تخصيص فريق منهم بالمودة والمحبة ونحو ذلك عن فريق منهم، ولا أنه يجوز موالاة فريق منهم وبغض فريق بغير عصيان ولا فسوق ولا اعتقاد سيئ ومروق، بل هم [على] دين المصطفى والمرتضى وعلى ما مات عليه أهل الكسا، وقد جمع موالاتهم على شروطها وأكملها صفوة شيعتهم الزيدية المحقة.
قلت: قلت : ولا بد لهذا من زيادة في مواضع فيما يأتي -إن شاء الله تعالى- إذ يترتب على معرفته صحة الاعتقادات وأكثر العبادات.
قلت: قلت: وهذا أوان شروعي فيما وعدت بالاتيان به مما يخص الزيدية وإمامهم، وصلوات الله وسلامه على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن حذى حذوهم واقتدى (بقدوتهم)(1) واهتدى بهديهم فأقول:
قال في آخر (الأساس): على حد ثلاث ورق بالنصف القطع والخط السقيم يبقى من آخره- والدنا أمير المؤمنين القاسم بن محمد صاحب شهارة، وفي شرحه أيضا للسيد أحمد بن محمد الشرفي مالفظه: وفي زيد بن علي -عليه السلام- عن صنوه محمد الباقر، عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال للحسين: ((ياحسين يخرج من صلبك رجل يقال له زيد، يتخطى هو وأصحابه رقاب [19ب-أ]الناس يوم القيامة] (2) غرا محجلين)).
صفحہ 66