** العامل الأول
الاتجاهات الحزبية والتعصبات القبلية
إن أعظم خلاف بين الأمة هو الخلاف في قضية الإمامة ، إذ ما سل سيف قط في الإسلام وفي كل الأزمنة على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة ، وقد كان الشقاق بين المسلمين في تلك المسألة أول شقاق نجم بينهم وجعلهم فرقا أو فرقتين. فمن جانب نرى عليا صلوات الله عليه ورجال البيت الهاشمي ركنوا إلى النص وقالوا : إن الإمامة شأنها شأنالنبوة لا تكون إلا بالنص. وإن هذا النص قد صدر عن النبي في مواطن شتى ، آخرها واقعة الغدير المشهورة بين كافة الناس حينما قام النبي صلى الله عليه وآلهوسلم في محتشد عظيم وقال : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه ... ». (1)
ومن جانب آخر نرى الأنصار تجتمع في سقيفة بني ساعدة قبل تجهيز النبي صلى الله عليه وآلهوسلم ومواراته ، يبحثون عن قضية الإمامة أو الخلافة ، فيرى سيدهم أن القيادة حق للأنصار رافعا عقيرته بقوله : يا معشر الأنصار لكم سابقة في الدين وفضيلة في الإسلام ليست في العرب ، إن محمدا صلى الله عليه وآلهوسلم لبث بضع عشرة سنة في قومه يدعوهم إلى عبادة الرحمن وقلع الأنداد
صفحہ 51