179

التي يقف عليها المتتبع في الجوامع الحديثية.

هذا من طريق أهل السنة وأما من طريق الشيعة فحدث عنه ولا حرج.

روى عمر بن حنظلة عن الصادق عليه السلام في لزوم طاعة الحاكم العادل : « من روى حديثنا ، ونظر في حلالنا وحرامنا ، وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما ، فإني جعلته عليكم حاكما ، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه ، فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد ، والراد علينا ، الراد على الله وهو على حد الشرك بالله ». (1)

ونكتفي هنا بقول الإمام الحسين بن علي عليهما السلام في كتابه إلى أهل الكوفة حيث قال عليه السلام : « فلعمري ما الإمام إلا الحاكم بالكتاب ، القائم بالقسط ، الدائن بدين الحق ، الحابس نفسه على ذات الله ». (2)

إذا فوجوب إطاعة السلطان العادل مما لا شك فيه ، ولا يحتاج إلى إسهاب الكلام فيه ، ولكن الحنابلة ذهبوا إلى غير ذلك ، وإليك البيان.

إطاعة السلطان الجائر

فلقد اتفقت كلمة الحنابلة ومن لف لفهم على وجوب إطاعة السلطان الجائر وإليك نصوصهم :

قال أحمد بن حنبل في إحدى رسائله : السمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجر ، ومن ولي الخلافة فأجمع الناس ورضوا به ، ومن غلبهم بالسيف وسمي أمير المؤمنين ، والغزو ماض مع الأمراء إلى يوم القيامة ، البر والفاجر ، وإقامة الحدود إلى الأئمة وليس لأحد أن يطعن عليهم وينازعهم ، ودفع الصدقات إليهم جائز ، من دفعها إليهم أجزأت عنهم ، برا كان أو

صفحہ 186