بحوث في الملل والنحل

Ja'far Al-Subhani d. 1450 AH
115

الاعتزال ، وقد فصل الكلام فيه المسعودي في تاريخه (1)، وعلى ذلك فلا يصح أن يقال إنهم لزموا منازلهم ومساجدهم وقالوا نشتغل بالعلم والعبادة.

والحق أن يقال : إن هناك طائفتين سميتا بالمعتزلة ، لا صلة بينهما سوى الاشتراك في الاسم ، ظهرت إحداهما بعد تصالح الإمام الحسن بن علي عليهما السلام مع معاوية ، وهؤلاء طائفة سياسية بحتة. وطلعت الأخرى في زمن الحسن البصري بعد اعتزال واصل إلى اسطوانة من اسطوانات المسجد ، وهؤلاء طائفة كلامية عقائدية.

هذا وإن المعروف في وجه التسمية هو الوجه الأول دون الثاني ودون سائر الوجوه البالغة ستة أوجه.

وسيوافيك بيان تلك الأوجه الستة عند بيان عقائد المعتزلة في الجزء الثالث من هذه الموسوعة.

3 الرفض والرافضة ووجه التسمية

الرفض : بمعنى الترك. قال ابن منظور في اللسان : « الرفض تركك الشيء تقول : رفضني فرفضته ، رفضت الشيء أرفضه رفضا. تركته وفرقته ، والرفض ، الشيء المتفرق والجمع : أرفاض ».

هذا هو المعنى اللغوي وأما حسب الاصطلاح في الأعصار المتأخرة فهو يطلق على مطلق محبي أهل البيت تارة ، أو على شيعتهم جميعا أخرى ، أو على طائفة خاصة منهم ثالثة. وعلى كل تقدير فهذاالاصطلاح اصطلاح سياسي أطلق على هذه الطائفة وهو موضوع لا كلام فيه ، إنما الكلام في وجه التسمية ومبدأ نشوئها ، فإننا نرى ابن منظور يقول في وجه التسمية « الروافض : جنود تركوا قائدهم وانصرفوا ، فكل طائفة منهم رافضة ، والنسبة إليهم رافضي ، والروافض قوم من الشيعة سموا بذلك لأنهم تركوا زيد بن علي ، قال الأصمعي : كانوا

صفحہ 120