فجاء واعتذرَ وظنَّ أني لم أقبل عذره، فجاءَ يومًا بابنه وقال لهُ: قمْ قبِّل يد عمك يسمح لأبيك عن ما بدر منهُ، فقلت: أنا أرجو منكَ السماحَ. فقالَ: سبحانَ اللهِ قد استجزتَ علماءَ الشامِ وأهملتني مع مزيدِ الصحبةِ، فطلبتُ منهُ إجازةً فاحتفلَ في إجازةٍ مطولةٍ، فاخترمتهُ المنيةُ قبلَ وصولِها إلينا، رحمهُ اللهُ تعالَى ورضي عنهُ. أ. هـ من السحب الوابلة.
التعريف بالكتاب
١ - عنوان الكتاب: إن أكثر النسخ الخطية التي وقفت عليها لهذا
الكتاب، تتفق على تسميه ب "البحور الزاخرة في علوم الآخرة"، وقد صرح بهذِه التسمية في خطبة الكتاب، كما نجد المؤلف يذكر في بعض كتبه هذا الكتاب بهذا الاسم، فنراه في "لوامع الأنوار" عندما ذكر سؤال الملكين في القبر، يقول: "وقد ذكرنا في كتابنا "البحور الزاخرة في علوم الآخرة" ما لعله يشفي ويكفي (١). وعندما ذكر الدجال في "لوامع الأنوار" ذكره بهذا الاسم (٢). وفي "غذاء الألباب"؛ لما ذكر صفة النار، قال: "وقد ذكرنا من ذلك شافيًا وقسمًا وافيًا في كتابنا "البحور الزاخرة من علوم الآخرة" (٣). وعلى هذا جرى من ترجم للمؤلف، كالجبرتي (٤)، وابن حميد (٥)، والغزي (٦)، وغيرهم.
_________
(١) انظر: "لوامع الأنوار" ٢/ ٧.
(٢) المصدر السابق ٢/ ١١٣.
(٣) انظر: "عذاء الألباب" ١/ ٦٦.
(٤) انظر: "تاريخ الجبرتي" ١/ ٤٦٠.
(٥) انظر: "السحب الوابلة" وقد نقلنا كلامه.
(٦) انظر: "النعت الأكمل" ص ٣٠٢.
مقدمة / 19