أشعارِ العربِ العرباءِ، والمولدين شيئًا كثيرًا، وله شعرٌ لطيفٌ مِنه قوله:
من لي بأنْ أَنظر إلى خِشْفِ بليلٍ مُعْتَكِرْ
وأخُمُّهُ مِن غير شَفٍّ كَالضَّميرِ المُسْتَتِرْ
ومنه:
الصبرُ عِيلَ مِنَ القِلاَ ... وَالنَّفْسُ أَمْسَتْ فِي بَلاَ
وَالْجَفْنُ جَفَّ مِنَ البُكَا ... وَالْقَلْبُ فِي الشِّجْوِ غَلاَ
وَشَكَى اللِّسَانُ فَقَالَ فِي شـ ... كْوَاهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ
وَمنه قوله:
أَحِبَّةَ قَلْي تَزْعُمُوا أنَّ حُبّكُمْ ... صَحِيحٌ فَإِنْ كُنتُمُ كَمَا تَزْعُمُواْ زُورُواْ
وَأَحْيُواْ فَتًى فَتَّ الغَرَامُ فُؤَادَهُ ... وَإِلَّا فَدَعْوى حُبِّكُمْ كُلَّهَا زُورُ
وذكرهُ تلميذهُ الكمالُ محمدُ العامريُّ الغزيُّ في كتابهِ "الورود الأنسيّ بترجمةِ الشيخِ عبدِ الغنِي النابلسيِّ" قال: وقد ترجمتهُ في معجمِي المسمَّى ب"إِتحاف ذوِي الرسُوخِ" وفي طبقاتِ الحنابلة المسماة بـ "النعتِ الأكملِ في ترجمةِ أصحابِ الإمامِ أحمدَ بن حنبل" بترجمةٍ طويلةٍ.
قلتُ: وأخبرني بعضُ العلماءِ الصلحاءِ النابلسيِّينَ أنهُ لما أرادَ الرحلةَ إلى دمشق أتى به والدهُ إلى الشيخِ زيدٍ المشهور في بلادِ نابلس المنتسبِ إلى الشيخ عبدِ القادرِ الجيلانيِّ ليدعوَ لهُ - وكانَ معتقدًا في تلكَ الجهاتِ - فلما أخبراهُ بمطلوبهمَا دعا له وأوصاهُ وقال لهُ: إذَا وصلتَ دمشق تجد في الجامعِ الأموي على يمينكَ منَ الباب الفلانِي شخصًا صفتهُ كيت وكيت فبلغه منِّي السلامَ قلْ لهُ: يقولُ لكَ أَخوكَ زيدٌ: ادعُ لي فحينَ وصلَ رأى الشَّخص وعرفه بالصفةِ، وقال لهُ ما وصى بهِ الشيخُ زيدٌ، فقال
مقدمة / 17