بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة
ایڈیٹر
محمد أبو الفضل إبراهيم
ناشر
المكتبة العصرية
پبلشر کا مقام
لبنان / صيدا
(أَمْسَى منادًى للبلى مُفردا ... فضمه الْقَبْر على مَا ترى)
(يَا أسفا كَانَ هدى طَاهِرا ... فَعَاد فِي تربته مضمرًا)
(وَكَانَ جمع الْفضل فِي عصره ... صَحَّ فَلَمَّا أَن قضى كسرا)
(وَعرف الْفضل بِهِ بُرْهَة ... والآن لما أَن مضى نكرا)
(وَكَانَ مَمْنُوعًا من الصّرْف لَا ... يطْرق من وافاه خطبٌ عرا)
(لَا أفعل التَّفْضِيل مَا بَينه ... وَبَين مَا أعرفهُ فِي الورى)
(لَا بُد لي عَن نَعته بالتقى ... فَفعله كَانَ لَهُ مصدرا)
(لم يدغم فِي اللَّحْد إِلَّا وَقد ... فك من الصَّبْر وثيق العرا)
(بَكَى لَهُ زيدٌ وعمرٌو فَمن ... أَمْثِلَة النَّحْو وَمِمَّنْ قرا)
(مَا أعقد التسهيل من بعده ... فكم لَهُ من عَثْرَة يسرا)
(وجسر النَّاس على خوضه ... إِن كَانَ فِي النَّحْو قد استبحرا)
(من بعده قد حَال تَمْيِيزه ... وحظه قد رَجَعَ الْقَهْقَرَى)
(شَارك من ساواه فِي فنه ... وَكم لَهُ فن بِهِ استأثرا)
(دأب بني الْآدَاب أَن يغسلوا ... مدمعهم فِيهِ بقايا الْكرَى)
(والنحو قد سَار الردى نَحوه ... وَالصرْف للتصريف قد غيرا)
(واللغة الفصحى غَدَتْ بعده ... يلفى الَّذِي فِي ضَبطهَا قررا)
(تَفْسِيره الْبَحْر الْمُحِيط الَّذِي ... يهدي إِلَى وراده الجوهرا)
(فَوَائِد من فَضله جمة ... عَلَيْهِ فِيهَا يعْقد الخنصرا)
(وَكَانَ ثبتًا نَقله حجةٌ ... مثل ضِيَاء الصُّبْح إِن أسفرا)
(ورحلة فِي سنة الْمُصْطَفى ... أصدق من تسمع أَن يخبرا)
(لَهُ الْأَسَانِيد الَّتِي قد علت ... فاستسفلت عَنْهَا سوامي الذرا)
(سَاوَى بهَا الأحفاد أحرارهم ... فأعجب لَهَا من فَاتَهُ من طرا)
(وشاعرًا فِي نظمه مفلقا ... كم حرر اللَّفْظ وَكم حبرًا)
1 / 284