بغية المرتاد

ابن تيمية d. 728 AH
156

بغية المرتاد

بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية

تحقیق کنندہ

موسى الدويش

ناشر

مكتية العلوم والحكم،المدينة المنورة

ایڈیشن نمبر

الثالثة

اشاعت کا سال

١٤١٥هـ/١٩٩٥م

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

ثم كيف يصح أن يكون القرآن بمنزلة أحاديث الرؤيا؟ هذا والقرآن موصوف بأنه هدى وبيان للناس وأن على الرسول البلاغ المبين وأي بيان أو بلاغ مبين فيما هو من جنس الرؤيا التي لها تعبير ولم يخبر بتعبيرها ومن المعلوم أن هذه الأحاديث النبوية المتواترة وآثار الصحابة والتابعين كلها توافق ما يفهم من القرآن وتمنع أن يكون المراد ما يراد بالرؤيا من التعبير ثم هل يقول مؤمن عاقل إن الشمس والقمر والنجوم في قوله: ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ﴾ تأويلها من جنس تأويل قول يوسف: ﴿رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ وأن السنبل في قوله: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ﴾ من جنس السنبلة في قول الملك: ﴿سَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ﴾ . وأن البقرة في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ وقوله: ﴿وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ﴾ كالبقر في قول الملك: ﴿إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ﴾ وأن المراد بالخمر في قوله: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ﴾ كالمراد بالخمر في قول أحد صاحبي السجن: ﴿إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا﴾ وأمثال ذلك. ولكن من زعم أن ما رآه الخليل من الكواكب والشمس هي إشارة

1 / 324