بغية المرتاد

ابن تيمية d. 728 AH
106

بغية المرتاد

بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية

تحقیق کنندہ

موسى الدويش

ناشر

مكتية العلوم والحكم،المدينة المنورة

ایڈیشن نمبر

الثالثة

اشاعت کا سال

١٤١٥هـ/١٩٩٥م

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

إن جعلوا هذه الأعمال وأعمال العقلاء داخلة في مسمى العقل بطل قولهم: هو من جنس العلم فقط. وإن قالوا: أفعال العقلاء دليل على العلم الذي هو عقل وكذلك أفعال المجانين دليل على فوات هذه العلوم. قيل لهم: فحينئذ قد صار العقل يستلزم أمورا ليست داخلة في مسماه فلا يمتنع حينئذ أن يقال هو الغريزة المستلزمة لهذه العلوم كما قلتم هو العلوم المستلزمة لهذه الأعمال. الوجه السابع: إن هذا مما يبين كذب هذا الحديث المروى كما رووه فإن العقل إذا كان في لغة المسلمين هو عرض قائم بغيره لم يكن مما يخلق منفردا عن العاقل وإنما يخلق بعد خلق العقلاء. وأيضا فإن مثل هذا لا يخاطب ولا يقبل ولا يدبر. وأيضا فقوله: "ما خلقت خلقا أكرم علي منك لا يجوز أن يضاف إلى الله تعالى فإنه من المعلوم أن الأنبياء والملائكة أكرم على الله منه إذ كان في بعض صفانهم. ولو قدر أن العقل في لغتهم يكون جوهرا أو ملكا وقدر أن هذا اللفظ قاله الرسول ﷺ لم يجز أن يراد به ما يقوله الفلاسفة ومن سلك سبيلهم لما بينا أنه يدل على أنه خلق قبله خلقا آخر. وأيضا فقوله: "بك آخذ وبك أعطي وبك الثواب وبك العقاب"

1 / 274