بغية المرتاد للنطق بالضاد

ابن قاسم مقدسی d. 1004 AH
5

بغية المرتاد للنطق بالضاد

بغية المرتاد للنطق بالضاد

اصناف

... ومنها : الاستطالة ، وهي كما قال الجعبري : الامتداد من أول حافة اللسان إلى آخرها ، لا كما قال مكي : لتمكنها بالصفات ، والفرق بين المستطيل والممدود أن الأول جرى في مخرجه ، والثاني جرى في نفسه .

... ومنها : النفخ ، وهو صوت يلحقها عند الوقف ، يشبه النفخ ، ذكر هذه الصفة الجعبري في كتبه ، والأستاذ / أبو حيان في شرح التسهيل . ... ... ... ... 5ب

... ومنها : التفشي ، حكي عن بعضهم ، وهو انتشار الصوت عند اللفظ حتى يتصل بحرف الطرف ، وهو للشين بالاتفاق ، قال الجعبري : والتحقيق أن الضاد انتشر بمخرجه ، وذلك بصوته .

... وإنما ذكرنا هذه الصفات مع أضدادها ؛ لأن بعضهم وصفها بصفة ، وبعضهم وصفها بضدها ، فذكرنا الضدين ، لتعلم الصفة على القولين ، وللتكميل والتعويل على ما قيل : بضدها تتبين الأشياء ، والله تعالى أعلم .

الفصل الأول : فيما يدل بالمعقول على أن اللفظ بالضاد كالظاء المعجمة هو المقبول ، وهي أدلة متعددة لاحت لنا بالنظر في المنقول :

الأول : أن علماء هذا الفن وغيرهم تعرضوا للفرق بينهما ، وبينوا الألفاظ التي تقرأ بالضاد في مؤلفات لهم مستقلة ، وغير مستقلة ، نظما ونثرا ، فمنهم العلامة ابن الجزري في مقدمته المشهورة في التجويد ، ذكر الكلمات التي بالظاء الواقعة في القرآن ، ليعلم أن / ما عداها بالضاد ، ومنهم الإمام الشاطبي في أبياته التي أولها : 6 أ... رب حظ كهظم غيظ عظيم ... ... أظفر الظفر بالغيظ الكظوم

ومنهم الشيخ عز الدين الرسعي في أبياته التي أولها :

... حفظت لفظا عظيم الوعظ ... ... يوقظ من ظمأ لظى

وشواظ الحظر والوسن

ومنهم الحافظ أبو عمرو الداني في أبياته التي أولها :

... ظفرت شواظ بحظها من ظلمنا ... ... فكظمت غيظ غليظ ما ظنت بنا

ومنهم الحريري في مقاماته ، نظم الكلمات التي هي بالظاء مطلقا ، في أبيات أولها

... أيها السائلي عن الضاد والظاء ... لكيلا تضله الألفاظ

صفحہ 5