[سؤال في الوسوسة]
(8) السؤال الثامن (قال أيده الله تعالى) سؤال:
عن الوسوسة في القلب كيف يتصور ذلك، والحواس من السمع والبصر
والشم والذوق واللمس لا تدرك الشيطان ولا فعله، فتؤدي ذلك إلى القلب كما في نظائرة؟.
*الجواب الثامن:
أن وسوسة الشيطان قد قضت بها الأدلة المتضافرة، ومع العلم بأن موردها ليس بإحدى الحواس يجب الحكم بثبوتها بأمر قد مكن الله الشيطان منه وإن لم نعلم كيفيته: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } ويظهر الأثر بالوجدان وأوله الخاطر النفسي ، ثم الداعي، ثم العزم ، ثم الفعل، وهذه الأشياء منها ما هو من فعل الله، ومنها ما هو من فعل العبد، ومنها ما هو مشترك بين العبد والشيطان.
فالأول : وهو الخاطر النفسي الذي لا يمكن دفعه من فعل الله وهو الذي ضج منه المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما نزل قوله تعالى: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} فقال لهم: (( لا تقولوا كما قالت اليهود سمعنا وعصينا ، فقالوا: سمعنا وأطعنا )) فرفع([40]) عنهم ، ونزل قوله تعالى: {آمن الرسول.. } إلى آخر الآية وما بعدها {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها..إلى آخر الآية} وهو سر قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( رفع عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تقل أو تفعل )).
صفحہ 23