31

Breathing the Breeze of Intimacy from the Scents of the Fields of Holiness

استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس

تحقیق کنندہ

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

ناشر

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

اصناف

بالقلب واللسان، وقل ما ولع المرء بذكر الله ﷿ إلا أفاد منه حب الله- ﷻ". ومما يستجلب به المحبة تلاوة القرآن بالتدبر والتفكر، ولا سيما الآيات المتضمنة للأسماء والصفات والأفعال الباهرات، ومحبة ذلك يستوجب به العبد محبة الله ومحبة الله له. وفي الصحيحين (١) عن أنس "أن رجلًا كان يصلي بهم ويختم قراءته ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فأمر النبي ﷺ أن يسأل عن ذلك، فَقَالَ إنها صفة الرحمن وأنا أَحَبّ أن أقرأها؟ فَقَالَ ﷺ: أخبروه أن الله يحبه". ومن أسباب المحبة نذكر ما ورد في الكتاب والسنة من رؤية أهل الجنة لربهم وزيارتهم له واجتماعهم يوم المزيد، فإن ذلك تستجلب به المحبة الخالصة. وقد أشار إِلَى ذلك الحسن قال دلهم عن الحسن: "أوصيكم بتقوى الله ﷿ وإدمان التفكر، فإنَّه مفتاح خلال الخير كله، وبه يخص الله كل موفق، واعلموا أن خير ما ظفرتم به مدرك من تفكر بخالصة الله وشرب بكأس حبه، وأن أحباء الله هم الذين ظفروا بطيب الحياة، وذاقو لذة نعيمها بما وصلوا إِلَيْهِ من مناجاة حبيبهم، وما وجدوا من حلاوة حبه في قلوبهم، ولا سيما إذا خطر عَلَى بال أحدهم، وذكر مشافهته وكشف ستور الحجب عنه في المقام الأمين والسرور الدائم وأراهم جلاله، وأسمعهم لذيذ منطقه، ورد عليهم جواب ما ناجوه به أيام حياتهم؛ إذ قلوبهم به مشغوفة، وإذ مودتهم إِلَيْهِ معطوفة وإذ هم له مأثورون وإليه منقطعون، فليبشر المصفون له ودهم بالمنظر العجيب بالحبيب، فوالله ما أراه يحل لعاقل، ولا يجمل به أن يستوعبه حب أحد سوى حب الله ﷿". خرجه ابن أبي الدنيا وغيره.

(١) أورده البخاري (٧٧٤) تعليقًا من حديث أنس. والذي في الصحيحين: رواية عائشة عند البخاري (٧٣٧٥)، ومسلم (٨١٣).

3 / 320