181

Bombshells of Truth

قذائف الحق

ناشر

دار القلم

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

پبلشر کا مقام

دمشق

اصناف

إن أعظم شىء فى رسالة الإسلام احترامها للعقل البشرى، وحفاوتها بالعلم الطبيعى، وبناؤها اليقين على النظر الصائب فى ملكوت الأرض والسماء.
ولا يوجد كتاب سماوى حث العقل على النظر، وقاد العلم فى مضمار البحث كهذا القرآن الكريم.
إننا بمنطق القرآن نرفض الظنون ونخضع لليقين، نرفض الأوهام ونستكين للحقيقة وحدها..
إن التدين الذى تعلمناه من كتابنا ليس تحميل العقل ما لا يطيق ولا الهيمان فى عالم الأخيلة.. إنه تدين زكى عملى.
ثم هو يضم إلى هذا الفكر الناضج قلبًا سليمًا، لا مكان فيه لنية خبيثة أو غرض صغير، على أساس أن الإنسان لا يسيره العلم النظرى قدر ما تسيره مقاصده وآماله..
ما أكثر ما يكون الذكاء سلاحًا يستعمل فى الخير والشر على سواء، فإذا صدق الإيمان صلح القلب واستقام المنهج " ومن يؤمن بالله يهد قلبه " " إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " [ق ٣٧] .
وفى معرفة الكون وخالقه، والنفس وهداها يقول ابن عطاء الله السكندرى هذه الكلمة الحاسمة:
" لا ترحل من كون إلى كون، فتكون كحمار الرحى، يسير والمكان الذى ارتحل إليه هو الذى ارتحل منه، ولكن ارحل من الأكوان إلى المكون " وأن إلى ربك المنتهى "..
" وانظر إلى قوله ﷺ: " فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " [رواه البخارى فى سبعة مواضع من صحيحه، وأخرجه باقى الستة وغيرهم] . فافهم قوله ﵊ وتأمل فى هذا الأمر إن كنت ذا فهم ".

1 / 223