بلاغ الرسالة القرآنية

Farid al-Ansari d. 1430 AH
107

بلاغ الرسالة القرآنية

بلاغ الرسالة القرآنية

ناشر

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

پبلشر کا مقام

القاهرة

اصناف

سُجَّدًا﴾ [الفتح:٢٩] الآية؛ لأن ذلك هو المعين الصافي الذي يتزود منه المسلم الصادق المجاهد الداعية إلى الله؛ بصدق التوجه والسير، من حيث إن قوله تعالى: ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا﴾ [الفتح:٢٩]، فيه إشارة إلى أن ذلك هو دأبهم وحالهم المستمر في حركتهم التعبدية؛ إذ التعبير باسم الفاعل جمعًا: ﴿رُكَّعًا سُجَّدًا﴾، في سياق الفعل المضارع: ﴿تَرَاهُمْ﴾؛ يوحي بصورة حية لقافلة المؤمنين، وهم منخرطون في حركة الصلاة المتواترة، من غير فتور أو انقطاع، سيرًا مستمرًا حتى كان ذلك صفة ثابتة لهم، حيثما تراهم، ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا﴾. ولذلك كان تشبيه النبي ﷺ الصلاةَ في حياة المسلم التعبدية بالنهر الجاري، قال: «أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من دَرَنِه شيء؟ قالوا: لا يبقى من دَرَنِه شيء. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس؛ يمحو الله بهن الخطايا» (١). إن الإسلام في نهاية المطاف هو الصلاة، بالمعنى الذي سبق بيانه؛ وعلى هذا الوزان تُقَوّم أعماله كلها يوم القيامة، وعلى ذلك يتحدد مصيره الأخير .. ! قال ﵊ في الحديث الحاكم الحاسم: «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة! فإن صلحت فقد أفلح

(١) رواه مسلم.

1 / 111