مسألة في معنى ?واجعلنا مسلمين لك? الآية
وكذلك قد غلطت المجبرة في قول الله سبحانه :?واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك? فقولنا في ذلك: إنه لايكون أحد مسلما حتى يجعله الله سبحانه كذلك بما يعلمه إياه فيقبله عنه والله جل جلاله فلا يجبر أحدا على طاعته ، ولاعلى معصيته ولايضطر عباده الى الإسلام يدل على ذلك قوله :?لاإكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي? وقوله :?أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين? وقوله :?أنلزمكموها وأنتم لها كارهون? ولكن لقول الله جل ذكره تأويل غير اجبار ولااضطرار لعباده الى طاعته ولااكراه لهم على مايحبه ، وهو ان احدا لايعمل شيئا من الإيمان إلا بأمر الله وترغيبه ولايزدجر عن معاصيه ومانهى عنه إلا بترهيبه بعد تقويته على ماأمر به وعلى ترك مانهى عنه ومحمود خواطر يتلطف بها لمن أطاعه ، فمن رغب وقبل عن الله وأسلم فقد جعله الله مسلما مؤمنا ثم يزداد ايمانا وخيرا فيكون الله هو الجاعل له كذلك ، وأراد ابراهيم واسماعيل عليهما السلام بقولهما:?واجعلنا مسلمين لك? أي فيما بقي من أعمارنا واجعل ?من ذريتنا أمة مسلمة لك? عند البلوغ بالأمر والنهي والتعليم لهم ، وهذه المسألة فشبيهة بالتي قبلها والله أحمد وأعبد وأستعين.
صفحہ 69