وفي بيان ذلك يقول الله سبحانه :?اهبطا منها جميعا فإما يأتينكم من هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولايشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ونحشره يوم القيامة أعمى? لأنه لما أعرض عن ذكر ربه وضل في الحياة الدنيا وعمي عن أمر ربه وعن التقوى حشر يوم القيامة على ضلاله الذي هو أعمى عن الهدى ثم بين ذلك جل ذكره فقال:?رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى? معنى ذلك قد كنت أعطيتك بصرا تبصر به وعقلا تعقل به أمري وتعرف به آياتي وأمري فنسيت آياتي وأمري ، معنى نسيت : تركت ذلك فعاقبتك بأن تركتك من لطفي ورحمتي وحشرتك على ضلالك وكفرك لنعمتي ، ثم قال جل ذكره زيادة في البيان واثبات الحجة على ذوي الطغيان :?وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى? فالحمدلله على هدايته وتوفيقه ، وأعوذ بالله من تركه وخذلانه.
صفحہ 67