وقد قال بعض أهل النظر : بأن ترك الله عباده العصاة له من لطفه وتوفيقه وتخليتهم من يديه ، ويداه فهما نعمتاه في الدنيا والآخرة ، وخذلانه اياهم عقوبة لهم على معاصيهم إياه واستخفافهم بحقه وجرأتهم عليه حتى يزدادوا اثما ، <إذ> جائز في اللغة أن يقال: قد أضلهم حين تركهم في طغيانهم يعمهون ولو لم يمنعهم من ذلك اجبارا لهم فقد تقول العرب لمن ترك عبده ولايحجر عليه ولايأخذ على يديه حتى يضل وإن لم يكن الولي اراد أن يضل ولاأحب ذلك من عبده أنت أضللت عبدك بتركك إياه ، وتخليتك له ، وهذا بين في اللغة ووجه يحتمل التأويل.
صفحہ 57