وقال سبحانه في ذلك :?يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم وأوفوا بعهدي اوف بعهدكم وإياي فارهبون? (أي اعملوا بما عهدت اليكم أوف بما ضمنت لكم من الجزاء على طاعتكم) ?وإياي فارهبون? أي خافوا وعيدي وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم من التوراة والكتب الأولى يقول: آمنوا بالقرآن ?ولاتكونوا أول كافر به ? أولاتكونوا أول من يجحد القرآن ويستره, وقد تقدم اليكم ذكره في كتبكم الأولى ?ولاتشتروا بآياتي ثمنا قليلا ? أي ولا تبيعوا ماقد تبين لكم من الحق في القرآن, بالثمن القليل من اتباع الهوى وتقليد الرؤساء ?واياي فاتقون? أي فاحذرون وتوقوا عقابي وسخطي عند عصيانكم اياي 0 وقال جل ذكره: ?يابني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين? إلى قوله: ?ولاهم ينصرون? وقال سبحانه: ?وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ? إلى قوله :?فإن الله لغني حميد? .
وقال عزوجل لأهل ملة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيما أمرهم به من طاعته وأداء فرائضه بعد ما ذكر من أمره ونهيه في النكاح والطلاق: ?ولاتمسكوهن ضرارا لتعتدوا ? إلى قوله: ?إن الله بكل شيءعليم? وقال جل ذكره بعد أن عدد كثيرا من نعمه في سورة النحل:?والله فضل بعضكم على بعض في الرزق? إلى قوله: ?أفبنعمة الله يجحدون والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا? إلى قوله :?وبنعمة الله هم يكفرون? فمرة يسمي جل ذكره ترك طاعته جحدا, ومرة كفرا, لاستواء الكلمتين في المعنى, وجعل بالباطل إيمانا، كما جعل بالحق إيمانا, وهذا فإيمان الإقرار, لاإيمان النفس من سخط الله وعقابه وقال سبحانه في آل عمران: ?واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا? إلى قوله: ?لعلكم تهتدون? فذكرهم بعض نعمه عليهم, ثم قال: ?لعلكم تهتدون? فتطيعون ولا تضلون فتعصون.
وقال جل ذكره في النساء ?مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما? معنى الإيمان هاهنا, إيمان النفس من سخط الله ووعيده بطاعته
ثم بين سبحانه في سورة (سبحان) فيما لولم أذكر غيره فيما عزوت لكفى فقال: ?ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا? يريد من أصناف الحيوانات والموات غير الملائكة المقربين.
وقال? وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا....? إلى قوله: ?من هو أهدى سبيلا? فوصف سبحانه مع ذكره لنعمه العمل الذي جعله شكرا عنها, كما قال?إعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور? فجعل عملهم بطاعته شكرا على نعمه, وتركهم العمل بطاعته كفرا منهم لنعمه.
صفحہ 27