ويكفي في بيان ذلك من عقل وتدبر القرآن ، ما أنزل عليه في الخيرين أبي بكر وعمر بقوله تعالى :?يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون? فإذا كان مثل عمل أبى بكر وعمر وإقرارهما الذي هو إيمانهما يحبط ويبطل إذ رفعا أصواتهما فوق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، مع مكانهما في الإسلام فما يكون حال سواهما.
قال : حدثنا بشر بن عبد الوهاب بدمشق قال : حدثنا وكيع بن الجراح قال: حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة :(كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر لما قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفد بني تميم أشار احدهما بالأقرع بن حابس الحنظلي أخي بني مجاشع ، وأشار الآخر بغيره فقال أبو بكر لعمر: إنما أردت خلافي فقال عمر: ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنزلت ?يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم? قال ابن أبى مليكة : قال (ابن) الزبير ولم يذكر ذلك عن أبيه : ذكر عمر بعد ذلك كان إذا حدث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحديث حدثه كأخي السرار لا يسمعه حتى يستفهمه من خفيض صوته.
وقد وصف الحكيم العليم في أماكن من كتابه أن من عصاه وعصى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أو أصر على ذلك أبطل عصيانه ما تقدم من صالح عمله وأحبطه.
فمن ذلك قوله سبحانه وتعالى :?يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى? الآية.
ومن ذلك مالا يكون شيء أبين منه وهو قوله تعالى :?يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم?.
صفحہ 12