Biography of Lady Aisha, Mother of the Believers
سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين
تحقیق کنندہ
محمد رحمة الله حافظ الندوي
ناشر
دار القلم
ایڈیشن نمبر
الأولى / ١٤٢٤ هـ
اشاعت کا سال
٢٠٠٣ م
اصناف
كانت أرضى من عائشة (ض) عن حياتها، فنرى أنه في طوال هذه السنين لم تمتزج هذه الحياة قط بكدر أو مساءة، ولم يعكر صفاء علاقتها بالنبي ﷺ طيلة حياتها في كنفه سوى واقعة الإيلاء، فكانت الحياة يسودها أسمى معاني الحب، وجو المودة واللطف والمؤانسة والوفاء العالي، ولا سيما إذا تصورنا ما كانت عليه الأسرة النبوية من عسر وشدة وشظف في العيش، والصبر على ضروراته، والقناعة، ومغالبة الهوى، والبعد عن الترف ونعمة العيش، فتزداد قيمة هذا الإخلاص والمودة وتسمو مكانة الحب والوفاء.
الزوجة الحبيبة:
كانت عائشة (ض) من أحب الناس إلى رسول الله ﷺ، وكان الصحابة (ض) أجمعين قد علموا حبه إياها وأقروا لها بذلك، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله ﷺ كانوا يتحرون يوم عائشة (ض) (١)، وقد أثار ذلك غيرة أمهات المؤمنين، ووقعت الغيرة التي لا محيص منها بين الزوجات، فدعون فاطمة بنت رسول الله ﷺ فأرسلنها إلى رسول الله ﷺ فقالت له: إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر، فكلمته، فقال: «يا بنية ألا تحبين ما أحب؟ قالت: بلى، فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقلن: ارجعي إليه فأبت أن ترجع» (٢). ثم توسلن بأم سلمة (ض) أن تكلم النبي ﷺ، فلما دار عليها كلمته، فقال: «لا تؤذيني في عائشة، فإنه لم ينزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن إلا في لحاف عائشة» (٣).
أهديت للنبي ﷺ ذات مرة هدية فيها قلادة من جزع، فقال: «لأدفعنها
_________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الهبة برقم ٢٥٨١، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة برقم ٢٤٤١، والترمذي في سننه كتاب المناقب برقم ٣٨٧٩.
(٢) صحيح البخاري كتاب الهبة برقم ٢٥٨١.
(٣) صحيح البخاري كتاب المناقب برقم ٣٧٧٥، سنن النسائي كتاب عشرة النساء برقم ٣٩٥٠، سنن الترمذي كتاب المناقب ٣٨٧٩.
1 / 77