معها بعدما حملت اللحم - يعني أصبحت سمينة - فسبقها ﵇، وقال لها «هَذِهِ بِتِلْكَ» (١) .
وكان ﷺ يحزنه ما يحزن نساءه، ويسره ما يسرهن، فلما رأى عائشة في حجة الوداع قد حاضت ورجع الناس بحجة، فحزنت لذلك، أمر أخاها عبد الرحمن أن يخرج بها إلى التنعيم لتأتي بعمرة تطييبا لخاطرها (٢) .
وكان النبي ﷺ في بيته عاملا مشاركا معينا لأهله، لا يفعل كما يفعل كثير من الأزواج اليوم، بقول: هذه زوجتي وهي مأمورة بخدمتي ولا علي، وإنما يجلس في بيته يضع رجلا على رجل يصدر الأوامر هات كذا، اذهبي، تعالي، افعلي كذا، ليس عنده شغل في البيت إلا إصدار الأوامر، لا يتحمل شيئا من المسؤوليات ولا التبعات.
_________
(١) أبو داود ٢٢١٤ ونصه: «عَنْ عَائِشَةَ ﵂ أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفَرٍ قَالَتْ فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلَيَّ فَلَمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ سَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي فَقَالَ هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ»
(٢) البخاري ١٤٥٩، مسلم ٢١١٥