بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
اصناف
وبعد أن حاول «الأروام»
6
احتلال بيروت، عام 1827، ظن الباشا أن للأمير إصبعا في هذه القضية. إلا أن الأمير استطاع - بعد تضحيات كبيرة قام بها - تهدئة خاطر هذا الوزير الذي أخذ يعنف الأمير ويلومه على علاقاته مع نائب ملك مصر، ولا سيما بعد النفور الذي وقع بين الباشا وبين محمد علي المحسن إليه.
استمرت هذه الخصومة بين الباشا ومحمد علي مدة طويلة تقرر في نهايتها مهاجمة ولاية عكا، وكان تنفيذ هذه الخطة في شهر تشرين الثاني 1831.
كان الأمير يخلص كل الإخلاص لمحمد علي، وعلى الرغم من أنه شاء أن يتصرف هذه المرة بلباقة وحكمة، فقد كشف عن سريرته بسرعة ما عودنا إياها، ولم يكن يأتيها لولا اتفاق سري بينه وبين إبراهيم باشا.
إن تصرفات عبد الله باشا الجائرة ودسائسه وسعيه المتواصل لإعادة المشايخ الدروز إلى الجبل، بعد أن استبقاهم ليهول بهم كالأخيلة والأشباح، اضطرت الأمير إلى أن ينضم إلى الحلف المصري وعلى كل، فإبراهيم باشا لم يخابر الأمير بشيرا إلا بعد وصوله إلى عكا بخمسة عشر يوما؛ وهكذا لم يشأ الأمير أن يستبق الحوادث، فاستعمل جميع وسائله للتخلص - في غضون شهر كامل - من موافاته إلى ساحة القتال.
7
وأخيرا قدم، فاستقبله القائد الأعلى للقوات المصرية استقبال رجل محالف له، لعلمه كل العلم أنه لن يتسنى له أن يكون سيد سوريا بدون مساعدة الجبل ومعونته؛ وهكذا أبقى إلى جانبه الأمير بشيرا حتى ذهابه إلى طرابلس وحمص؛ لأنه كان محتاجا إلى ما يمده به من مؤن وذخائر يحتاج إليها هناك.
ولقد قام الأمير بمهمته بنباهة، وأدرك الباشا في بعلبك.
هوامش
نامعلوم صفحہ