نقلت البصر بين الأنتيكات الفرعونية والإسلامية التي انتشرت فوق رفوف تغطي أحد الجدران، ولمحت بينها صليبا تدلت صورة البابا شنودة من أحد أطرافه.
تطلعت إليه، فاحمر وجهه بشدة، وقال: زوجتي هي التي علقتها.
صببت لنفسي كأسا واضطجعت إلى الخلف.
قلت: هل تذكر المرأة التي كانت تتردد عليك في 68؟
قال: من تقصد؟
قلت: تلك التي قالت إنها تتقاضى عادة خمسين ليرة في المرة، ولأنها تحبك ستجعلها أربعين.
بدا أنه قد نسي الأمر تماما، أو تظاهر بذلك. وكان قد طلب مني مرة أن أتغيب عن البيت أياما معينة في الأسبوع قائلا إنه يستقبل سيدة لبنانية متزوجة. ولمحتها ذات مرة عند خروجي، فأثار مظهرها شكوكي. وعندما ضيقت عليه الخناق قال إنها تحتاج إلى نقود كي تستبدل الثلاجة، وأنها ذكرت له أنها تتقاضى عادة خمسين ليرة، لكنها تحبه ولهذا ستخفضها إلى أربعين. وأبديت استعدادي لدفع الليرات الخمسين، فعرض عليها الأمر، لكنها رفضت بإباء وغضبت منه؛ فكيف يتصرف هكذا وهما يتبادلان الحب؟
سألته: هل توجد مصريات هنا؟
قال: طبعا، مغامرات وراقصات وباحثات عن أنفسهن. أعرف واحدة من الطالبات اللاتي اشتركن في مظاهرات 73. حلت ببيروت أثناء الحرب. وجاءتني في أحد الأيام بحثا عن مكان للمبيت. ولم تكن زوجتي هنا.
سكت فسألته: وبعدين؟
نامعلوم صفحہ