أومأت برأسي.
قال: ألن تذكر لي ديانتك؟
قلت: وما علاقة ديانتي بالأمر؟
تطلع إلي لحظة ثم قال بلهجة من يتذرع بالصبر: الدين هو عنوان الشخص، هويته؛ فهو الذي ينظم علاقته بخالقه.
قلت: إذن لا أهمية لتحديده. كل واحد ينظم علاقته بخالقه وفقا لدينه. وفيما يتعلق بي فإن الأديان كلها عندي سواء.
قال: لكن الأمر بالنسبة لنا ليس كذلك؛ فلبنان طول عمره مهدد بالإبادة على يد الإسلام.
قلت: عندي تصور آخر للخطر الذي كان يهدد لبنان، والذي يهدده الآن.
قال بنفس اللهجة الهادئة الصبورة: من حسن حظك أني أريد أن أحكي معك حكي منطق، فأعطني فرصة لأشرح وجهة نظري.
لم أعبأ به وقلت: إنها تقوم على أساس أنكم أغلبية في لبنان. وهذه مسألة موضع نقاش؛ فهناك من يقول إن المسلمين هم الأغلبية الآن. على أي حال، سواء كنتم أغلبية أو أقلية، فإن هذا لا يغير من طبيعة الخطر الذي يتهدد لبنان، وهو نفس الخطر الذي يتهدد البلاد العربية والإسلامية وكل دول العالم الثالث.
نفض رماد سيجارته في طبق من الفضة تتعانق فوقه الأنصال البيضاء لثلاث بنادق وقال: أنت تتحدث عن خطر وهمي، وأنا أشير إلى التوسع العربي، وهو خطر واقعي.
نامعلوم صفحہ