قلت: لا. لكني قد أقابله.
خطا نحوي في انفعال: حوار كهذا لا يقدر بمال. كل صحف العالم ووكالاته ستتنافس على شرائه. هل تتكلم جادا؟ - بالطبع. - ستكون أول من يقابله في العالم. - ولهذا سألتك عن الثمن. - أنت الذي تحدده. اسمع. دعني أذهب معك. سنعد حوارا لم يحدث من قبل. - لست واثقا بعد أني سأنجح في لقائه.
تطلع إلى ساعته ثم خطا نحو التليفون. وتوقف فجأة وجعل يذرع الصالة جيئة وذهابا وهو يفكر، ثم تناول سترته، وأعاد المفكرة إلى جيبها، وارتداها قائلا: أنصحك أن تهتم بهذا الأمر. إنها ضربة العمر بالنسبة لأي صحفي. إذا خفت أو غيرت رأيك لأي سبب فأنا مستعد لأن أحل محلك. سأذهب الآن إلى الوكالة، كلمني هناك إذا احتجت إلى شيء.
أطرقت برأسي، وشيعته بنظري إلى الباب.
19
تناولت إفطاري بسرعة، ثم كنست المسكن، ورتبت الصالة، ودعكت حوضي الحمام، ومقعد التواليت وغطاءه. وتمكنت بصعوبة من إزالة قطع الصابون التي التصقت بالحوض. وغسلت الأواني المتراكمة في المطبخ، وأدخلت شيئا من النظام على فوضاه، ثم حلقت ذقني واستحممت. واستبدلت ملابسي الداخلية، ثم علقت المنشفة المبتلة في الشرفة، ووضعت واحدة نظيفة مكانها.
وحوالي العاشرة تلفنت لميا.
سألتني: هل أنت ذاهب إلى الفاكهاني اليوم؟
أجبت: أجل. لماذا؟
قالت: يمكنني أن أوصلك؛ فلن أذهب إلى الدار.
نامعلوم صفحہ