آمنة فريحة، 35 سنة. «عندما قطعت المياه عن المخيم كنا نروح البئر حوالي خمس عشرة امرأة ونرجع ستا؛ أي إن كوب الماء كان يعادل كوبا من الدماء ...»
عنوان:
شيخة أحمد شحرور، 32 سنة، أم لطفلين. «كنا نختبئ من بيت إلى آخر حتى نصل إلى الماء، وهناك كان رجال الكتائب يحتلون الأماكن المرتفعة التي تشرف على المياه من مسافة قريبة، فيصيحون علينا: واحد واحد بالصف. وعندها يبدأ القنص. وفي بعض الأوقات نسهر طول الليل ونرجع دون ماء، فيبدأ الأطفال بالبكاء والصراخ لحاجتهم إلى نقطة ماء بدلا من الحليب.
ومرض ابني الصغير وعمره سنة واحدة، فأخذته إلى طبيب الهلال الأحمر، فقال: لا يوجد عندنا دواء. وارتفعت حرارة ابني إلى 40 درجة، فأصبح عنده شلل في رجله، وكان زوجي مصابا في بطنه ورجليه. وكنت في السابق أقول له: سافر وأمن لنا مستقبلنا. فيقول لي: لن أخرج من تل الزعتر وبه حجر واحد. وقد وفى بوعده، وبقي هناك حتى آخر لحظة، وحتى الآن لا أعرف إذا كان حيا أو ميتا.»
عنوان:
عفاف محمد، 32 عاما، أم لسبعة أطفال بقي منهم 3. «ذهبت إلى مستشفى الهلال الأحمر في الشارع الرئيسي للمخيم؛ لأرى الجرحى. وقبل أن أصل وقعت قذيفة على باب الملجأ وأولادي به، وبينهم ابنتي الكبرى آمال وعمرها 11 سنة، فاستشهدت مع ستة أطفال في سنها. وبعدها تدهورت صحتي وكنت حاملا في الشهر السادس. وجاع الأطفال ومات البعض من العطش. وأرضعت الأمهات أطفالهن من ماء العدس المسلوق، وانتشرت الحمى بين الأطفال ومات بعضهم بها، وآخرون أصابهم الجفاف. ولما حان موعد ولادتي كان القصف قد اشتد فولدت طفلتي على الدرج. ولم أستطع أن أنام لحظة واحدة.»
عنوان:
خزنة محمد صالح، 29 سنة. «... في يوم سقوط المخيم أعطيت السلاح الذي أحمله بعد أن أكدوا لنا وجود ضمانات من الصليب الأحمر وقوات الأمن العربية. وتوجهت إلى الدكوانة مع عدد من النساء. وفي حاجز قرب ستديو فوزي حاول أحد المسلحين تمزيق ثيابي، فأعطيته كل ما أملك من فلوس. وعند مدرسة الفندقية رأيت امرأة من الانعزاليين ترتدي السواد وهي تضرب فتى عمره حوالي خمسة عشر عاما بالمسدس على رأسه ووجهه، ثم أخذته إلى مكان مليء بالقاذورات وقتلته وهي تشتم الفلسطينيين. ووجدت أمي وإخوتي في المدرسة. وحاولت أمي نقلنا في سيارة، وكان إخوتي يرتجفون خوفا وجزعا، فدفعت مبلغا من المال للسائق وصعدنا السيارة. ورأيت الانعزاليين يربطون حبلا حول عنق أحد الشباب وشنقوه، ثم مشوا على جثته بالسيارة، فالتصق لحمه بالأرض. كل ذلك أمام زوجته الجريحة وأطفاله الصغار الذين لم يستطيعوا النطق بكلمة.
سارت بنا السيارة قليلا ثم توقفت، وهنا رأيتهم يحضرون شابا اسمه محمد كروم. وبعد أن أشبعوه ضربا ربطوا رجليه بسيارتين فانقسم جسمه إلى شطرين. أما زوجي الذي خرج عن طريق الجبل فلم نعرف عنه شيئا حتى الآن.»
عنوان:
نامعلوم صفحہ