قالت لميا: لقد رأيتها شخصيا.
قلت: وجهها يعجبني جدا، تعالي نتفرج عليها.
قالت: لو رآني أحد معك في السينما تصير قصة. سأوصلك إلى منزلك.
لزمت الصمت حتى بلغنا المنزل فقلت: ما رأيك في فنجان من القهوة عندي؟
قالت: تقصد عند وديع؟
قلت: وديع في الجبل ولن يعود قبل المساء.
قالت بلهجة الأفلام المصرية: أوكي يا بيه.
كان هناك مكان فارغ أمام المنزل مباشرة، يتسع للسيارة. لكنها قامت بعدة مناورات، لتقف في زقاق جانبي بمنأى عن الطريق العام.
شعرت بقذارة المسكن والفوضى المتفشية في أرجائه بمجرد دخولنا. أجلستها في الصالة ثم فتحت باب الشرفة، ورحت أجمع الكتب والمجلات والملابس المتناثرة على المقاعد، ثم أحضرت زجاجة الكونياك وكأسين. وضعت كأسا أمامها، فألقت بيدها فوقها وأتلعت رأسها ناحيتي قائلة: القهوة.
صببت لنفسي كأسا جرعتها مرة واحدة، ومضيت إلى المطبخ فأعددت القهوة. وتركتها تغلي بعض الوقت لتكتسب المرارة التي يحبها أهل الشام، ثم حملتها في فنجانين فوق صينية مستديرة من البلاستيك الملون.
نامعلوم صفحہ