قلت: لم يبق إلا الانضمام إلى حلف الأطلنطي أو عقد اتفاقية دفاع مشترك مع إسرائيل.
ذكر أحد الجالسين اسم زياد الرحباني، فتحول الحديث إلى مسرحيته الجديدة المسماة «فيلم أمريكي طويل». واستفسرت من نزار عن مغزى الاسم فقال إنه مشتق من برامج التليفزيون التي يوصف فيها فيلم السهرة عادة بهذه العبارة.
عقب مروان بطريقته الحادة القاطعة: زياد انتهى تماما. لقد فقد كل رصيده من أيام الحرب.
قال لي وديع موضحا: كان وقتها مع اليسار.
سألته: والآن؟
أجاب: لا أحد يعرف أين يقف.
ملأت كأسي وأنا أنقل البصر بين الجالسين حول المائدة. وتساءلت بيني وبين نفسي عن مدى انطباق عبارة وديع على كل واحد منهم.
13
لم تكفل لي كمية الشراب التي احتسيتها نوما عميقا متصلا؛ فقد شعرت بوديع عندما غادر المسكن في الصباح الباكر. ولم أتمكن من النوم بعد ذلك.
تركت الفراش أخيرا في تثاقل، فاغتسلت وأفطرت، وأعددت كوبا كبيرا من القهوة، ثم جلست أراجع المشاهد التي سجلتها من الفيلم. وقبل الظهر بقليل دق جرس التليفون.
نامعلوم صفحہ