بين دین اور علم
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
اصناف
ولقد مضى المؤلف بعد هذا مستندا إلى نصوص الكتاب المقدس، لا ليظهر بطلان نظرية «كوبرنيكوس» ونواميس نيوتن وحدها، بل ليظهر أخطاء الكثيرين ممن هم أعظم من أنبت العصر الحديث من رجال الفلك. ثم يقول:
لا يسبقن إلى حدس أحد أني أبحث عن الحق في أية ناحية هو، أهو في الإنجيل أم في أقوال رجال الفلك. كلا فإني أعلم ذلك حق العلم؛ لأن ربي القادر لا يكذب أبدا ولا يخطئ أبدا، ولا يخرج من فيه إلا الحق، ولا حق سوى ما تكلم به في حقيقة نظام الكون والأرض والشمس والقمر والنجوم.
ثم يقول:
ومن أجل أن ما جاء به الكتاب المقدس من حق منضو تحت هذا؛ فلذلك أرى أن السؤال المتقدم على جانب عظيم من الخطر فإن رجال العلم وغيرهم يلجئون إلى فكرة مضللة، محصلها أن الله إنما يعلمنا نظام الخلاص في الآخرة، لا نظام الكون في هذه الدنيا.
ومما يلذ ملاحظته أن بقاء مثل هذا المعتقد القديم حيا قائما على متون أصيلة من مراسيم العبادة، لم يكن السبب فيه تعاليم بثها راهب من رهبان الكنيسة القديمة ملء غيرة على الدين، بل استمدت عناصر البقاء من عقل أستاذ مشهور تابع لشعبة من شعب البروتستانتية، لا تفخر بشيء فخرها بأنها من ناشرات النور والعرفان.
كذلك لم تعلن الكنيسة القديمة تلك الحرب الشعواء على مؤسسي العلم الحديث بعد موتهم، وحدها وبلا شريك.
ففي العاشر من شهر مايو سنة 1859 دفنت رفاة «إسكندر فون همبولد»
alex. Von Humboldt
أما مجهوداته فتعد من مفاخر القرن التاسع عشر؛ ولذلك كانت جنازته من أفخم ما وقعت عليه عين في برلين. وكان من بين الذين انتهزوا فرصة الشرف بأن يكونوا من المشيعين، الأمير ولي العهد، الذي صار فيما بعد الإمبراطور غيليوم الأول، ولكن مع كل هذا لم يكن بين المشيعين أحد من رجال الدين، اللهم إلا من خصص منهم للقيام بالخدمة الدينية، وفئة كانت تعرف بابتعادها عن الروح الأورثوذكسية. (5) نتائج الانتصار على غاليليو
نرجع الآن إلى الكلام في النتائج التي ترتبت على قضية «غاليليو».
نامعلوم صفحہ