وانتهيت من قراءة الخطاب ولم أكن قد انتهيت من تحديد نوع الانفعال.
ولم تعقب سانتي في الحال، مضت تعبث بأظافرها. وحتى في أثناء ذلك الصمت القصير كنت أحاول أن أخمن أية كلمات سوف تقولها.
ولكنها بعد قليل قالت وهي تائهة، وكأنما لا تزال تحيا في الجو الذي خلقته كلمات الخطاب: يحيى، هل كنت تقول الحقيقة وأنت تكتب هذا الخطاب؟
ولم أجب على سؤالها. كنت أريد أن أعرف الدافع الذي حدا بها إلى هذا السؤال، ولما لم أستطع قلت: إن ما في هذا الخطاب لا يصور إلا جزءا واحدا مما أشعر به. إني عاجز، أنا عاجز، أنا عاجز، وقلمي عاجز، وقدرتي على التجسيد عاجزة.
وسكتت وهي تنظر إلي، ثم قالت بضحكتها المعهودة وقد عاد البريق إلى عينيها وكأنما أفاقت: أعطني الخطاب.
وناولتها إياه ببساطة، فطبقته بعناية ووضعته في حقيبة يدها وهي تقول: لقد أصبح عندي مجموعة رائعة من خطاباتك.
قلت: تحتفظين بها؟
فقالت ببراءة: طبعا، أنا أحتفظ بها كالكنز .
قلت وأهدافي ماكرة: وزوجك، ماذا يفعل لو رآها حين يحضر؟
قالت: اطمئن، إني أخبئها في الجزء الخاص بي من دولابنا. وافرض أنه عثر عليها، فماذا في هذا؟ - ماذا في هذا؟ كيف؟ - إنها ليست خطابات مني، إنها خطابات إلي.
نامعلوم صفحہ