وأما الدليل على بقاء ابليس اللعين فآي الكتاب نحو قوله تعالى: (قال انظرني الى يوم يبعثون، قال انك من المنظرين) (1305).
وأما بقاء المهدي (عليه السلام): فقد جاء في الكتاب والسنة.
أما الكتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله عز وجل: (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (1306)، قال: هو المهدي من عترة فاطمة (عليها السلام).
وأما من قال انه عيسى (عليه السلام) فلا تنافي بين القولين إذ هو مساعد للامام على ما تقدم.
وقد قال مقاتل بن سليمان ومن شايعه من المفسرين في تفسير قوله عز وجل (وانه لعلم للساعة) (1307) قال: هو المهدي (عليه السلام) يكون في آخر الزمان وبعد خروجه يكون قيام الساعة واماراتها.
وأما السنة فما تقدم في كتابنا من الاحاديث الصحيحة الصريحة.
وأما الجواب عن طول الزمان فمن حيث النص والمعنى.
أما النص فما تقدم من الاخبار على انه لا بد من وجود الثلاثة في آخر الزمان وانهم ليس فيهم متبوع غير المهدي بدليل انه إمام الأمة في آخر الزمان وان عيسى (عليه السلام) يصلى خلفه كما ورد في الصحاح، ويصدقه في دعواه، والثالث هو الدجال اللعين وقد ثبت انه حي موجود.
وأما المعنى فى بقائهم لا يخلو من احد قسمين، اما ان يكون بقاؤهم في مقدور الله أو لا يكون، ومستحيل ان يخرج عن مقدور الله، لأن من بدأ الخلق من غير شيء وأفناه ثم يعيده بعد الفناء لا بد ان يكون البقاء في مقدوره
صفحہ 528