فَاطِمَة ﵂ فَقَالَ النَّبِي ﷺ وَإِنَّمَا فَاطِمَة بضعَة مني الحَدِيث وَأما سَببه بعد عصر النُّبُوَّة فَمَا رَوَاهُ الْمسور تَسْلِيَة وتعزية لأهل الْبَيْت ﵃ وَذَلِكَ لما تلقاهم الْمُسلمُونَ حِين قدمُوا الْمَدِينَة وَكَانَ فِيمَن تلقاهم الْمسور بن مخرمَة فَحدث زين العابدين وَأهل الْبَيْت ﵃ بِهَذَا الحَدِيث وَفِيه التسلية عَن هَذَا الْمُصَاب وَقد علم بِمَا قَرَّرَهُ أَن من الْأَسْبَاب مَا يكون بعد عصر النُّبُوَّة كَمَا فِي أَحَادِيث ذكرُوا أَسبَاب وُرُودهَا عَن الصَّحَابَة ﵃ وَقد نظر بعض الْمُتَأَخِّرين فِي ذَلِك وَلَكِن ذكرهَا أولى لِأَن فِيهِ بَيَان السَّبَب فِي الْجُمْلَة فَإِن الصَّحَابَة ﵃ حفظوا الْأَقْوَال وَالْأَفْعَال وحافظوا على الأطوار وَالْأَحْوَال فَيكون السَّبَب فِي الْوُرُود عَنْهُم مُبينًا لما لم يعلم سَببه عَن النَّبِي ﷺ وَفِي أَبْوَاب الشَّرِيعَة والقصص وَغَيرهَا أَحَادِيث لَهَا أَسبَاب يطول شرحها وَمَا ذَكرْنَاهُ انموذج لمن يرغب فِي سلوك هَذِه المسالك ومدخل لمن يُرِيد أَن يصنف مَبْسُوطا فِي ذَلِك وعنيت بتخريج أَحَادِيثه من المعاجم وَالْمَسَانِيد والكتب السِّتَّة وَالْوَاجِب فِي الصِّنَاعَة الحديثية أَنه إِذا كَانَ الحَدِيث فِي أحد الصَّحِيحَيْنِ لَا يعزى لغيره الْبَتَّةَ إِلَّا إِذا اقْتضى الْحَال وَلَكِن مقَام مقَال وَقد اقتديت بالأئمة فِي الِابْتِدَاء بِحَدِيث (إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ) متوسلا بقائله عَلَيْهِ أفضل الصَّلَوَات وأكمل التسليمات أَن يوفقني الله ﷾ للأخلاص فِي جَمِيع الْحَالَات وَأَن يخْتم أَعمالنَا بالصالحات وَهُوَ حسبي وَكفى وَمَا خَابَ عبد إِلَيْهِ التجأ (إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لكل أمرء مَا نوى فَمن كَانَت هجرته إِلَى الله وَرَسُوله فَهجرَته إِلَى الله وَرَسُوله وَمن كَانَت
1 / 4