307

بیان و تبیین

م م - البيان والتبيين للجاحظ

ناشر

دار ومكتبة الهلال

پبلشر کا مقام

بيروت

رفقة مرّت بأهل ماء فأهل ذلك الماء ضامنون لها حتى تصير إلى الماء الذي يليه. تقدمة مني إليكم، والسعيد من وعظ بغيره. والسلام.
مسلمة بن محارب قال: كان الحجاج يقول: «أخطب الناس صاحب العمامة السوداء بين أخصاص البصرة «١»، إذا شاء خطب، وإذا شاء سكت» .
يعني الحسن. فيقول: لم ينصب نفسه للخطاب.
قال: ولما اجتمعت الخطباء عند معاوية في شأن يزيد، وفيهم الأحنف، قام رجل من حمير، فقال: إنّا لا نطيق أفواه الكمال- يزيد الجمال- عليهم المقال، وعلينا الفعال. وقول هذا الحميري: إنّا لا نطيق أفواه الكمال، يدل على تشادق خطباء نزار.
سفيان بن عيينة قال: قال ابن عباس: «إذا ترك العالم قول لا أدري أصيبت مقاتله» .
وقال عمر بن عبد العزيز: «من قال لا أدري فقد أحرز نصف العلم» .
لأن الذي له على نفسه هذه القوة قد دلنا على جودة التثبت، وكثرة الطلب، وقوة المنّة.
قال: وقيل لعيسى بن مريم ﵇: من نجالس؟ قال: من يزيد في علمكم منطقه، ويذكركم الله رؤيته، ويرغبكم في الآخرة عمله.
قال: ومر المسيح ع بقوم يبكون، فقال: ما بال هؤلاء يبكون؟ قيل له: يخافون ذنوبهم. قال: أتركوها يغفر لكم.
الوصافي «٢» قال: دخل الهيثم بن الأسود بن العريان، وكان خطيبا شاعرا، على عبد الملك بن مروان فقال له: كيف تجدك؟ فقال: أجدني قد

1 / 314