بیان و تبیین

الجاحظ d. 255 AH
136

بیان و تبیین

م م - البيان والتبيين للجاحظ

ناشر

دار ومكتبة الهلال

پبلشر کا مقام

بيروت

جاء كلمع البرق جاش ناظرة ... يسبح أولاه ويطفو آخره فما يمس الأرض منه حافره قوله: جاش ناظره، أي جاش بمائه. وناظر البرق: سحابه. يسبح، يعني يمد ضبعيه، فإذا مدهما علا كفله. وقال الآخر: إن سرك الأهون فابدأ بالأشد وقال العجّاج: مكّن السيف إذا السيف انأطر ... من هامة الليث إذا ما الليث هر كجمل البحر إذا خاض جسر ... غوارب اليمّ إذا اليم هدر حتى يقال حاسر وما حسر قالوا: جمل البحر سمكة طولها ثلاثون ذراعا. يقول: هذا الرجل يبعد كما تبعد هذه السمكة بجسارة، لا يردها شيء، حتى يقال كاشف وما انكشف البحر. يقال: البحر حاسر وجازر. يقول: حتى يحسب الناس من ضخم ما يبدو من هذا الجمل، أن الماء قد نضب عنه، وإن البحر حاسر. وقال آخر: يا دار قد غيّرها بلاها ... كأنما بقلم محاها أخربها عمران من بناها ... وكرّ ممساها على مغناها وطفقت سحابة تغشاها ... تبكي على عراصها عيناها قوله: أخربها عمران من بناها، يقول: عمّرها بالخراب. وأصل العمران مأخوذ من العمر، وهو البقاء، فإذا بقي الرجل في داره فقد عمرها. فيقول: إن مدة بقائه فيها وقام مقام العمران في غيرها، سمي بالعمران. وقال الشاعر: يا عجّل الرحمن بالعذاب ... لعامرات البيت بالخراب يعني الفار. يقول: هذا عمرانها، كما يقول الرجل: «ما نرى من خيرك ورفدك، إلا ما يبلغنا من خطبك علينا، وفتّك في أعضادنا» .

1 / 141