ومنه قال أبو بكر: روينا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إذا وضعتم موتاكم في قبورهم فقولوا بسم الله وعلى ملة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ). روينا عن ابن عمر أنه كان إذا سوى على الميت قال: اللهم أسلمه إليك الأهل والمال والعشيرة، وذنبه عظيم فاغفر له. روينا عن أنس بن مالك وعروة أنهم دعوا بدعوات مختلفة، وهي مذكورة في غير هذا الموضع.
قال أبو سعيد: معي أنه يخرج في معاني قول أصحابنا نحو ما حكي أن /216/الذي يجعل الميت في قبره إذا جعله في لحده قال: بسم الله وعلى ملة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وبعضهم يقول: بسم الله والحمد لله وعلى ملة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأما الدعاء على الميت فلا يكون في الصلاة ولا بعد الصلاة إلا المستحق للولاية، وأما غير ذلك فلا يفرد بالدعاء إلا في جملة المسلمين، والدعاء للميت كله تصديق إلا في الولي، إلا بما هو في أمور الآخرة، وإذا ثبتت ولايته جاز وثبت الدعاء له والاستغفار بما فتح الله، يحسن ذلك في السر والجهر والوحدة والاجتماع، وكل ما اجتمع عليه كان أفضل، ما لم يتفق في ذلك تقية، أو تولد فتنة
ومنه قال أبو بكر: واختلفوا في الدفن في الليل، فدفن أبو بكر وفاطمة وعائشة وعثمان بن عفان ليلا، ورخص في ذلك عقبة بن أبي عامر وسعيد بن المسيب وشريح الكندي وعطاء بن أبي رباح وسفيان الثوري والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، وكان الحسن البصري يكره الدفن بالليل، قال أبو بكر: الدفن بالليل مباح؛ لأن مسكينة دفنت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل ولم ينكر ذلك عليهم.
صفحہ 212