من أن الحكاية المنسوبة عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاء عند قبر أبي حنيفة من الكذب الظاهر بل قد ثبت عن الإمام الشافعي ﵀ أنه قال: "أكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجدًا مخافة الفتنة عليه وعلى من بعده من الناس وذكر هذا عن أبي بكر الأثرم وغيره من أصحاب أحمد وسائر العلماء ذكره شيخ الإسلام ﵀ وأما كون هذا المطلب لا يتوقف على سند فهذا لا يقوله من له أدنى إلمام بالعلوم ولا معرفة له بالمنطوق والمفهوم بل لا بد في نقل ذلك من سند يعتمد عليه وإلا فهو كذب والكذب مردود على من افتراه وافترعه.
وقول المكي: وكفى بقولك أقوال من ذكروا فعالهم ليست من الحجة في شيء قبحا وسوء أدب مع الإمام الشافعي وأضرابه وإذا لم تقتد بأقوال وأفعال من ذكر في مثل هذه الفضائل فيمن يحسن الاقتداء إلى آخر ما قال، فيقال: لو صحت هذه الحكاية وحاشى وكلًا إن تصح وكان الشافعي ﵁ قد فعلها ولم يفعلها مالك ولا أبو حنيفة ولا أحمد فضلًا عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفكان فعله حجة على مالك وأبي حنيفة وأحمد