Battalions and Expeditions around Medina and Mecca
السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة
ناشر
دار ابن الجوزي
ایڈیشن نمبر
الأولى-جمادى الأول-١٤١٧ هـ
اشاعت کا سال
١٩٩٦ م
اصناف
زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه حيث ذهب مع جماعة بالتجارة للشام فلقيه بنو فزارة فضربوه وضربوا أصحابه وأخذوا ما كان معهم١.
وقد اختُلِفَ في السرية معنى، وعددًا، فقال في اللسان: "السرية من سرايا الجيوش، فإنها فعيلة بمعنى فاعلة، سميت سرية لأنها تسري ليلًا في خفية لئلا ينذر بهم العدو فيحذروا أو يمتنعوا، يقال: سرَّى قائد الجيش سرية إلى العدو، إذا جرَّدها وبعثها إليهم وهو التسرية"٢.
ونقل المسعودي٣ عن بعض ذوي المعرفة بسياسة الحروب أنها هي التي تخرج بالليل، فأما التي تخرج بالنهار فتسمى السوارب، وذلك قوله ﷿ ﴿وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾ ٤.
أما ابن الأثير فذكر أن: "السرية: الطائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو وجمعها السرايا، سُمُّوا بذلك لأنهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم، من الشيء السَّري النفيس، وقيل: سمُّوا بذلك لأنهم ينفذون سرًّا وخفية، وليس بالوجه لأن لام السَّر راء وهذه ياء. وفي الحديث: يرد متسريهم على قاعدهم. المتسري: الذي يخرج في السرية، ومعنى الحديث: أن الإمام أو أمير الجيش يبعثهم وهو خارج إلى بلاد العدو، فإذا غنموا شيئًا كان بينهم وبين الجيش عامة، لأنهم ردء لهم وفئة، فأما إذا بعثهم وهو مقيم، فإن القاعدين لا يشاركونهم في المغنم"٥.
واتفق أصحاب اللسان، والقاموس، وتهذيب الألفاظ، على أن السرية ما بين خمسة أنفس إلى ثلثمائة٦.
_________
١ الحلبي، السيرة الحلبية (٣/١٣٤) .
٢ ابن منظور، محمد بن مكرم الإفريقي، لسان العرب (مادة: سرا) .
٣ المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين: التنبيه والأشراف (ص ٢٧٩) .
٤ سورة الرعد: (١٠) .
٥ ابن الأثير، أبو السعادات المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/٣٦٢) .
٦ انظر اللسان، والقاموس، مادة (سرا)، وانظر أبا زكريا يحي بن علي الخطيب، كنز الحفاظ في كتاب تهذيب الألفاظ لابن السكيت (ص ٥٠) .
1 / 55