بطل فاتح ابراہیم
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
اصناف
وعند شروق الشمس وصل الأمير بشير ومعه نحو 5000 من الفرسان والمشاة، وتقابل مع أفندينا، وذهب مع رجاله إلى المدينة من طريق وذهب أفندينا إليها من طريق آخر. وبينما هو في الطريق حضر كبارهم لاستقباله، وفي الساعة الرابعة أعد لكل فريق من جيشه المنصور مكانا خاصا به في المدينة، ونظم شهاب الدين هذين البيتين في تاريخ فتح دمشق:
ولما جل شأن عزيز مصر
ودان لعزه غرب وشرق
دعته الشام شرفني وأرخ
بيمن العز قد ملكت دمشق
ولما كان بعض الدروز والمتاولة قد نهضوا لارتكاب الشغب في لبنان والبقاع وحوران بتحريض القواد الترك، أمر إبراهيم باشا بنزع سلاحهم وبتوزيع 13 ألف بندقية على اللبنانيين لمطاردة المشاغبين.
ورأى إبراهيم باشا تأليف مجلس شورى في دمشق لضبط الأعمال، فصدر عن ذلك البيان الآتي الذي أعلن في 15 صفر:
صدر أمر السر عسكر إبراهيم باشا في 15 صفر إلى الأشخاص المذكورة أسماؤهم فيما بعد، وهم من أشهر عائلات دمشق الشام وأكابرها وأعيانها وشيوخها؛ ليكونوا أعضاء المجلس المخصوص، وهم: محمد حافظ بك العظم، وسليم أفندي كيلاني، ومحمد أفندي عجلان، ومحمد نسيب أفندي حمزة، وعلي أغا كاتب الترجمان، وصالح أغا المهايتي، وعلي أغا كاتب الخزانة، وعبد القادر أغا كيلاهلي، وأحمد أفندي البكري، وأحمد أفندي المالكي، ومحمد راغب أفندي حسني، وأحمد أفندي أنسي، وإبراهيم بك المسودن، والحاج نعمان أغا باشجي، والشيخ سعيد، والحاج إبراهيم بستولي من التجار، وصباحي أغا الحكيم، ومحمد أغا الكبير، ومحيي الدين أغا خير، وعبد القادر أغا خطاب من أغوات الاختيارية، والخواجه روفائيل الصراف، والخواجة ميخائيل كحيل، وجميعهم 22 ذاتا.
فليكن معلوما أنه عملا بالحديث القائل: كل راع مسئول عن رعيته. وجب علينا النظر في أمور الرعية وأحوالها بما فيه الراحة والرفاهية من كل الوجوه، الأمر الذي لا يحصل إلا بنشر بساط العدل والإحسان عليهم وفصل الأحكام فيها بالحق. قد استحسنا تشكيل مجلس مخصوص من خواص العقلاء وأصحاب الرأي من الأعيان والأكابر والتجار للنظر في القضايا والمشورة فيها؛ ولذلك قد اخترناكم من عموم أهل دمشق الشام، وأذناكم بسماع الدعاوى وبتحويل الشرعية منها على الشرع الشريف.
أما ما يتعلق بسياسة الأمور الأخرى، فيكون الفصل برأيكم وبعد التشاور وتداول الآراء بين أرباب المجلس جهرا، واتفاق الآراء يحكم بما تتفق عليه الآراء، وبعد الحكم يقدم تقرير بذلك إلى مجلسنا للتنفيذ، ويكون ذلك بلا ميل ولا غرض في النفس ولا شهوة خاطر، ولا انحراف إلى كبير أو صديق أو وجيه. وكل من أخفى رأيه لعلة أو لعدم نقد كلام من هو أعظم منه من أرباب المجلس، فيكون قد خالف أمرنا وأوقع نفسه تحت طائلة الملامة.
نامعلوم صفحہ