وكدنا نضحك لولا أن سمعنا الريس يقول: اسمعوا. فسكتنا برهة .. وعاد يقول: سامعين!
وأصخنا أسماعنا، ومن بعد سحيق تلقفنا صوت هدير غريب على السكون المستتب.
وقال الريس: دا لنش.
فقال حلمي على الفور: لأ .. دي طيارة. - بقول لك لنش. - أقطع دراعي إن ما كانت طيارة.
وخيل إلينا أننا ظللنا ساعة ننتظر النتيجة. وكان الريس يتكلم: الإنجليز عملوا استعدادات جامدة. طيارة أم مروحة رايحة جاية على البحيرة. تشوف القوارب وتعرف إذا كان فيه صيادين ولا لأ. وبعدين قبل الشط بشوية لازم تقف وإلا تضرب بالنار وبعدين قارب ييجي يفتش. إنما دا صوت لنش ما فيش كلام.
وظل الصوت يهدر من بعيد ويقترب حتى رأينا في الضوء الشاحب نقطة فاتحة تتحرك وكانت تتحرك في نفس اتجاهنا.
وقال الريس بنبرة فيها انتصار قليل: مش قلت لكم. دا لنش. وجاي من ناحية المنزلة كمان. عارفنشي رايح فين؟
وابتسم حتى توهج نابه وأردف: على هناك برضك.
وسأله حلمي بسخرية: إيش عرفك؟
فأجاب: إيش عرفني؟! أنا عارف قوي .. وما تزعلش تلاقي فيه ناس مثلكو برضك.
نامعلوم صفحہ