214

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

ایڈیٹر

محمد علي النجار

ناشر

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي

پبلشر کا مقام

القاهرة

للعالمين، الناصحين، المرسلين، جاثمين، كافرون، مؤْمنون، مفسدون. وفى النَّمل وافق ما قبلها من الآيات، وكلها أَفعال: تبصرون، يتَّقون، يعملون.
قوله: ﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ﴾ بالواو فى هذه السّورة. وفى سائر السّور (فما) بالفاءِ؛ لأَنَّ ما قبله اسم، والفاء للتعقيب، والتعقيب يكون مع الأَفعال. فقال فى النَّمل ﴿تَجْهَلُوْنَ فَمَا كَانَ﴾ وكذلك فى العنكبوت ﴿وَتَأْتُوْنَ فِي نَادِيْكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ﴾ وفى هذه السّورة ﴿مُسْرِفُوْنَ وَمَا كَانَ﴾ .
قوله: ﴿أَخْرِجُوهُمْ مِّن قَرْيَتِكُمْ﴾ فى هذه السّورة وفى النَّمل ﴿أخرجوا آلَ لُوطٍ﴾ ما فى هذه السّورة كناية فسّرها ما فى السورة الَّتى بعدها، وهى النَّمل ويقال: نزلت النَّمل أَوّلًا، فصرّح فى الأُولى، وكَنَّى فى الثانية.
قوله: ﴿كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾ (هاهنا، وفى النمل: ﴿قَدَّرْنَاهَا مِنَ الغابرين﴾ أَى كانت فى علم الله من الغابرين) .
قوله: ﴿بَمِا كَذَّبُوْا مِنْ قَبْل﴾ هنا وفى يونس ﴿بِمَا كَذَّبُوْا بِهِ﴾ لأَنَّ أَوّل القصّة هنا ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القرى آمَنُواْ واتقوا﴾ وفى الآية ﴿ولاكن كَذَّبُواْ﴾ وليس بعدها الباء، فخَتَم القصّة بمثل ما بدأَ به، فقال: كذَّبوا من قبل. وكذلك فى يونس وافق ما قبله وهو ﴿كَذَّبُوْهُ﴾ ﴿فَنَجَّيْنَاهُ﴾ ثمّ

1 / 215