وهو ينشد السبرمان الذي يجب أن نستولده من الإنسان الحاضر على سبيل التدرج، وهو يفكر هنا تفكير الأطفال، أي إنه ينسى أنه في مجتمع متمدن له قوانين وأوضاع ويجري على عرف وأخلاق.
وهو بالطبع يخبط، ولكنه لا ينسى الهدف وهو يخبط، بل إنه لا يمكن أن يفكر في هذا الموضوع بلا خبط؛ إذ ليس هناك طريق ممهد إليه؛ لأن معلوماتنا الحاضرة قاصرة، والأرض بكر لم تطأها قدم أحد قبله إلا نيتشه، ولكن نيتشه لم يشرح لنا النظام الذي يحملنا إلى السبرمان، وقصارى ما قال إن بين البشر صقورا وعصافير، ومن حق الصقور أن تأكل العصافير، ومن مصلحة الإنسان أن يأكل قويه ضعيفه؛ لأن في هذا ارتقاء نحو القوة.
برنارد شو في عمله.
السبرمان عند نيتشه يتحقق بمذهب القوة ومطاردة الضعيف ومحوه، مذهب تنازع البقاء والبقاء للأقوى.
إلين تري.
ولكن نيتشه لم يقل لنا ما هي القوة التي يريدها؟
وحين يشرع برنارد شو في معالجة هذا الموضوع يذكر أولا أن الارتقاء البشري وهم أكثر مما هو حقيقة؛ وذلك لأننا ارتقينا في الوسط ببناء المدن وزراعة الأرض واختراع الآلات، ولكن أجسامنا وغرائزنا لا تزال كما كانت قبل مليون أو نصف مليون سنة، والارتقاء الصحيح يجب أن يتناول أجسامنا وعقولنا وغرائزنا.
إننا لا نزال نسلك بغرائزنا سلوك الحيوان.
ولا تزال عقولنا عاجزة عن الفهم السليم لقلة ما نتمتع به من ذكاء.
وليم آرشر.
نامعلوم صفحہ