شارلوت زوجة برنارد شو، في أخريات أيامها.
برنارد شو في أربعينيات عمره.
شو في شبابه في 1879.
برنارد شو في تسعينات القرن الماضي.
ثم جاء التمثيل السينمائي، وهو في أحسن ظروفه لهو أكثر مما هو فن، وكان يمكن أن يكون فنا عظيما لولا أن المجتمع التجاري الذي نعيش فيه وتعيش فيه أوربا وأمريكا أيضا، يطلب المال أكثر مما يطلب الفن؛ ولذلك اتجهت القصص السينمائية في مصر إلى اللهو الذي يجذب الجمهور ويستخرج نقود أفراده بدلا من أن يتجه إلى الفن الذي يربيهم.
ولا يمكن التمثيل المسرحي أن يزاحم التمثيل السينمائي، ما دام هذا الأخير يتجه نحو العامة الذين لا يحاول المؤلف أن يرفعهم إلى مقام الشعب ويعلمهم التفكير، وما دمنا على هذه الحال فإننا لن نطمع في أن نجد برنارد شو في مصر، بل إني أعتقد أنه لو مثلت درامات برنارد شو على مسرح في القاهرة فإن الجمهور سيصد عنها لأنه لم يتعود الحديث الذهني والاشتغال بالمشكلات الفلسفية العلمية والاجتماعية؛ ولذلك يكون مصيرها الإهمال.
ولم يؤثر التمثيل السينمائي على المسرح الأوربي إلا تأثيرا طفيفا؛ لأن المخترعات السينمائية جاءت بعد أن كان المسرح قد ثبت، بل رسخ، في المجتمعات الأوربية وأصبح بعض مؤسساتها المحترمة.
ومشكلتنا الآن هي: كيف نحيي المسرح؟
أعتقد أن أول ما يجب علينا هنا هو أن نترجم المسرحيات العظيمة كي تقرأ أولا، وهي متى قرئت وعرفت قيمتها عند جمهور المفكرين استطعنا أن نشرع في تمثيلها على قياس صغير لا يكلفنا إرهاقا، حتى إذا تذوقها الجمهور وتربى بها بعض التربية أقبل عليها في التمثيل بعد القراءة، وأنا أقصد بعبارة «المسرحيات العظيمة» تلك التي تعالج المشكلات الإنسانية من اجتماعية إلى فلسفية إلى علمية، ولا أقصد ذلك اللهو الذي يكاد يكون سينمائيا.
ومن هنا قيمة برنارد شو لنا؛ فإننا لو ترجمناه إلى لغتنا لوجدنا فيه جامعة تعلم وتلهم وترشد نحو الخير والبر والشرف والقوة، نجد ذلك حين نقرأه قراءة الدراسة والتأمل، ثم يبقى لنا بعد ذلك الأمل الذي أرجو ألا يكون بعيدا وهو أن نراه ممثلا. •••
نامعلوم صفحہ