ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدًا وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شبان أهل الجنة ومنار محجتكم ومدره حجتكم ومفرخ نازلتكم فتعسًا ونكسًا لقد خاب السعي وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة لقد جئتم شيئًا إدًّا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدًّا أتدرون أي كبد لرسول الله ﷺ ريتم وأي كريمة له أبرزتم وأي دم له سفكتم لقد جئتم بها شوهاء خرقاء شرهًا طلاع الأرض والسماء أفعجبتم إن قطرت السماء دمًا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينظرون فلا يستخفنكم المهل فإنه لا تحفزه المبادرة ولا يخاف عليه فوت الثأر كلا إن ربك لنا ولهم لبالمرصاد ثم ولت عنهم قال فرأيت الناس حيارى وقد ردوا أيديهم إلى أفواههم ورأيت شيخًا كبيرًا من بني جعفى وقد أخضلت لحيته من دموع عينيه وهو يقول:
كهولهم خير الكهول ونسلهم ... إذا عد نسلٌ لا يبور ولا يخزى
وحدثنيه عبد الله بن عمرو قال حدثني إبراهيم بن عبد ربه بن القاسم بن يحيى بن مقدم المقدمي قال أخبرني سعيد بن محمد أبو معاذ الحميري عن عبد الله بن عبد الرحمن رجل من أهل الشام عن حذام الأسدي قال قدمت الكوفة سنة إحدى وستين وهي السنة التي قتل فيها الحسين بن علي ﵇ فرأيت نساء أهل الكوفة يومئذٍ يلتدمن مهتكات الجيوب ورأيت علي بن الحسين ﵉ وهو يقول بصوت
1 / 28