بلاغات النساء

ابن طيفور d. 280 AH
155

بلاغات النساء

بلاغات النساء

ناشر

مطبعة مدرسة والدة عباس الأول

پبلشر کا مقام

القاهرة

يسكت فأسفرت فإذا في فيها كسر درهم فدفعته إلى الصبي فسكت فإذا وجه رقيق واذا شكل ودل ولسان ذلق ونغمة رخيمة فلما رأتني أحد النظر إليها قالت امعن أنت قلت لا قالت فماذا قلت شاعر قالت أتبعني قلت إن شرطي الحلال من كل شيء قالت ارجع في حرامك ومن أرادك على حرام فخجلت وغلبتني نفسي على رأيي فتبعتها ودخلت زقاق العطارين ثم صعدت درجة وقالت اصعد فصعدت فقالت إني مشغولة وزوجي رجل من بني محزوم وأنا امرأة من زهرة وعندي حر ضيق يعلوه وجه أحسن من العافية بحلق ابن سريح وترنم معبد وتيه ابن عائشة وخنث طويس اجتمع كله لك بأصفر سليم قلت وما اصفر سليم قالت دينار يومك وليلتك فاذا قمت جعلت الدينار وظيفة تزويجًا صحيحًا قلت فداك أبي إن اجتمع لي ذكرت فليس في الدنيا أنعم عيشًا مني إلا من في الجنة قالت هذه شريطتك قلت وأين هذه الصفة فمضت إلى جارية لها فدعتها فأجابتها قالت قولي لفلانة البسي عليك وعجلي وبحياتي عليك لا تمسي غمرًا ولا طيبًا فتحبسينا بدلالك وعطرك قال فإذا جارية قد أقبلت بوجه ما أحسب الشمس قد وقعت على مثله قط كأنها صورة فسلمت وقعدت كالخجلة فقالت لها المرأة ان هذا الذي ذكرتك له وهو في هذه الهيئة التي ترين قالت حياه الله وقرب داره قالت قد بذل لك من الصداق دينارًا قالت أي أم أخبرته بشريطتي قالت لا والله يا بنية نسيتها ثم نظرت الي فغمزتني وقالت تدري ما شريطتها قلت لا قالت أقول لك بحضرتها ما أخالها تكرهه أنها أفتك من عمرو بن معدي كرب وامنع من ربيعة بن مكدم ولست تصل إليها حتى تسكر وتغلب على عقلها وإذا بلغن تلك الحال ففيها مطمع قلت ما أهون هذا وأسهله قالت الجارية وتركت شيئًا ايضًا قالت نعم والله انك لن تنالها إلا مجرد مقبلًا ومدبرًا قلت وهذا ايضًا أفعله قالت هلم دينارك فأخرجت دينارًا فنبذته إليها فصفقت تصفيقة أخرى فأجابتها امرأة قالت قولي لأبي الحسن وأبي الحسين هلما الساعة قلت في نفسي: أبو الحسن وأبو الحسين هذا علي بن أبي طالب ﵇ قال فإذا شيخان خضبان بنيلان قد أقبلا فصعدت فقصت المرأة عليها القصة فخطب أحدهما وأجاب الآخرة وأقررت بالتزويج

1 / 157