بلاغة الغرب
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
اصناف
ثم اتبعها برواية «الأميرة البعيدة» سنة 1895، وهي طلية النظم منسجمة العبارة، استخرجها من سيرة من القرون الوسطى، وبعدها بسنتين مثلت رواية «السامرية»، وهي مستنبطة من الإنجيل بديعة القريض رقيقة العبارة.
وأهم مؤلفاته رواية «سيرانودو بيرجيراك» سنة 1897، وهي شعرية حماسية ذات خمسة فصول، اهتزت لها أعطاف البلاغة طربا، وسارت بذكرها الركبان. أوجد فيها مشربا في الشعر مضادا لمذهب المحققين الفاضحين، الذين يكشفون جميع ما استتر بلهجة تهكم قارصة، وهي في النظم بيت القصيد من شعر المؤلف، تضم بين سطورها حماسة وحمية وشجاعة ومروءة منسجمة القوافي شائقة المعاني.
وفي سنة 1900 كتب رواية «الهيثم»،
4
وبطلها «الدوق دوريشتاد»؛ أي نابليون الثاني، وقد صادفت إقبالا عظيما وتحلت بمحاسن السابقة.
وقد انتخب المترجم في المجمع العلمي الفرنسي سنة 1902، وأصبح أمير الشعراء، وله عدة قصائد نشرت على حدة وكان لها استحسان عظيم.
وفي سنة 1890، ظهر ديوان في الشعر لإحدى الآنسات، وهي في ربيعها التاسع عشر، باسم «المزامير»، بديع النظم رائق المعاني، لا يشوبه التكلف؛ فدهش المجمع العلمي حينما قارن بين عمر الفتاة وديوانها العظيم، ومنحها جائزة عظيمة، فتزوجها شاعرنا هذا في السنة التي ظهر فيها ديوانها، وهي السيدة «روزموند أيتيينيت جيرار» من الشعراء المشهورين، ولدت بباريس سنة 1871، وهي ابنة «الكولونيل كونت جيرار»، وحفيدة الماريشال «جيرار». (1) ملخص رواية سيرانو
رواية حماسية ذات خمسة فصول، بدئ بتمثيلها بباريس في 28 ديسمبر سنة 1879 بمرسح «بورت سان مارتين»؛ فحازت إقبالا باهرا، وكانت مجدا وفخرا للشاعر؛ لما انطوت عليه سطورها من: الفكاهات، والهزل الرقيق، والأسلوب الأدبي الطلي، ومتانة القريض، والحماسة الشائقة، والمعاني الرائقة، والروح الفرنسية الصريحة. وهاك الموضوع:
تتبع سيرانو دوبير جيراك - وهو من مشاهير شعراء القرن السابع القرن السابع عشر - إلى «نزل البورجوني»، وهناك احتشدت الجموع من: سكارى، وسراة، وممثلين، وموسيقيين، وغيرهم. ثم نعرج على طاهي الشواء وأصناف الحلوى «راجنو»، وكان شاعرا يضحك من رآه؛ إذ كان يملأ أكياس الورق الذي يلف فيه الحلوى بقصائده، وعندما يأتي مشتر يقف أمامه زمنا طويلا، ريثما يقرأ الطاهي قصائده المكتوبة على الأكياس، وينتقي واحدة منها؛ إذ كان يضن بها وتذهب نفسه حسرات عليها.
وهناك يدري سيرانو أن «روكسان» التي تيمه هواها تميل إلى «كريستيان دونوفييت»؛ فيصطحب مع هذا المنافس المزاحم، ويدعوه ليسمع مع الجميع القصيدة المضحكة التي يصف بها أنفه الكبير؛ فيغرق الجميع في الضحك من هذه القصيدة، التي حوت من الملح والفكاهات أرقها ويزينها الإلقاء البديع والفصاحة التي منحها هذا الشاعر.
نامعلوم صفحہ