بلاغة الغرب
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
اصناف
ظهرت أول مجموعة من نظمه بعنوان «صندوق البقايا المقدسة» سنة 1866، وكان أول ظهوره في عالم الشعر عاطلا من مميزاته ونفحاته، فلما صدرت روايته النظمية «جواب الآفاق» سنة 1869 رفعت قدره، واستلفتت إليه الأنظار من كل فج عميق حتى عد من فحول الشعراء، وهي من معجزات نظمه ودرة يتيمة في بابها، لم يأت أحد بمثالها غير ما حوته من رقيق العواطف ودقيق الإشارات.
وكتب عددا عظيما من الروايات التمثيلية والمجموعات الشعرية، ومن أشهر رواياته التمثيلية: «عواد كريمون» سنة 1876، وهي شائقة مؤثرة، و«سيفيروتوريللي» سنة 1883، و«اليعقوبيون» سنة 1885، و«لأجل التاج» سنة 1895، وهي رواية تاريخية نظمية من أبدع ما كتبه الشاعر، سحرت العقول ببلاغتها ومتانة قريضها وما شملته من النفحات العلوية والفيوض الربانية.
ومن نخب شعره: «المودات» سنة 1868، و«المساكين» سنة 1872، و«بين المنازل والنزه» سنة 1875، و«الدفتر الأحمر» سنة 1874، و«المقاطيع الشعرية والمراثي» سنة 1878، وعدد وافر من القصائد نشرت على حدة، لا سيما «أوليفييه».
وما كتبه نثرا مثل «القصص»، وهي في خمسة أجزاء، واشتهرت برقة العواطف وجملة روايات نثرية، وعدد من مجموعات الحوادث التاريخية، منها: «الألم العظيم» سنة 1898، وهي تنبئ بحصول بعض من الانتقال الديني للمؤلف، وقد انتخب في المجمع العلمي الفرنسي سنة 1884، ثم اشتغل بالسياسة، وعين رئيس شرف لحزب «الوطن الفرنسي» سنة 1899، ثم استقال عقب انتخابات سنة 1902، ومن هذا الوقت أمسك اللسان وطرح القلم ولم يكتب إلا ما ندر.
وظهر في هذا العهد الأخير له ثلاثة أجزاء: الأول منها «في الصلاة والحرب»، وهو نظم سنة 1901، والثاني «قصص لأيام الأعياد» سنة 1902، والثالث «أشعار فرنسية» سنة 1906، وجملة مواضيع وقصائد ظهرت في الجرائد والمجلات وكان لها استحسان باهر.
وقد تبرع للمجمع العلمي الفرنسي بجائزة للشعر قدرها ألف فرنك تمنح كل سنتين.
مهر وبهر شاعرنا هذا في أغلب أنواع الشعر، لا سيما المراثي والملاحم، وكان من الشعراء المحققين، وحاز القدح المعلى في الشعر القصصي المألوف وأنواع الشعر المبتكرة في بابها، وقد أجاد في وصف المناظر الطبيعية كقوله في وصف ضواحي باريس: «أرض فضاء جرداء، وأشجار هيفاء، وطرق سوداء، افترشها ما يلفظه
2
دوحها
3
نامعلوم صفحہ