Bahuth wa Maqalat fi al-Lugha
بحوث ومقالات في اللغة
ناشر
مكتبة الخانجي بالقاهرة
ایڈیشن نمبر
الثالثة ١٤١٥هـ
اشاعت کا سال
١٩٩٥م
اصناف
وضرار شاعر من بني أسد١. ومثله قول الأخطل التغلبي:
فرابية السكران قفر فمالهم ... بها شبحٌ الإ سلامٌ وحرملُ٢
والسلام: الحجارة. والحرمل: شجر. ومثله قول سعد بن مالك بن ضبيعة، جد طرفة بن العبد البكري:
والحرب لا يبقى لجا ... حمها التخيلُ والمراحُ
إلا الفتى الصبارُ في ... النجدات والفرس الوقاح٣
فهذه الأبيات -كما ترى- لشعراء من نمير، وأسد، وتغلب، وبكر، وغيرها كثير، يثبت أن استقراء النحاة العرب لهذه الظاهرة، كان استقراء ناقصا.
ومن العجب قول المرزوقي في شرح هذين البيتين الأخيرين: "إلا الفتى: ارتفع على أنه بدل من التخيل وهذه لغة تميم! ".
بل إنه ليلاحظ في هذا التراث النحوي، أن فيه متابعة تكاد تكون كاملة، لكثير مما جاء به سيبويه في كتابه، دون تمحيص أو تدقيق، على ما في بعض مسائله أحيانا من الخطأ المبني على تحريف في الرواية، أو تغيير في الشواهد العربية. وهذا مثال واحد، من أمثلة كثيرة، يدل على صدق ما نذهب إليه:
يرى النحاة العرب، منذ أيام سيبويه، أن "كان" الناسخة" تحذف وحدها أحيانا، وذلك بعد أن المصدرية، في مثل قولك: "أما أنت منطلقا انطلقت"، وأصله -كما يقول النحاة- انطلقت لأن كنت منطلقا، ثم قدمت اللام، وما بعدها على: "انطلقت" للاختصاص، ثم حذفت اللام
١ انظر: جمهرة الأنساب لابن حزم ١٩٣.
٢ ديوان الأخطل ص٢.
٣ شرح المرزوقي للحماسة ٢/ ٥٠١.
1 / 155