============================================================
107 فضل (في بيان معنى القدم والحدوث] اعلم أن الموجودات علي ضربين: قديم ومحدث، فالمحدث ما سوى الله تعالى، والقديم هو الله تعالى، والقديم في اللغة: هو المقدم على غيره في الوجود، وهذا في صفات المخلوقين.
ااما في صفات الله تعالى، قديم بمعنى لم يزل، والله تعالى قديم بلا ابتداء ولا انتهاء، الولم يزل ولا يزال، لا بمعنى أنه يقدم على غيره في الوجود، ويدل عليه أنه لو لم نقل بأن الله تعالى قديم يلزمنا القول بالأحداث والتعطيل، لأن ضد القديم هو المحدث، والمحدث لا يكون ربا صانعا خالقا، فمن ضرورة نفي الحدوث إثبات القدم، وبه ورد النص بهذين الاسمين وهو الأول والآخر(1) بمعنى لم يزل بلا ابتداء وانتهاء، ويجوز بأن يقال بأن الله تعالى موجود، لأن الموجود بمعنى أنه لم يزل(2).
(1) مثل قوله تعالى: هوالأول وألاخر والظهر والباطن وهو يكل شىء عليم} [الحديد:3].
(2) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "الأول: أي الذي لا بداية لأوليته، والآخر: أي الباقي بعد فناء خليقته ولا نهاية لآخريته، فمنه الأمربدأ وإليه يعود، وهو المقصود في مراتب الوجود). لشرح الحصن الحصين لعلي قاري".
قلت: يقول الإمام الرازي في "تفسيره" (158:1) ما ملخصه: "المسألة الثانية: في بيان أنه هل يجوز إطلاق لفظ الموجود على الله تعالى؟ اعلم أن هذا البحث يجب أن يكون مسبوقا بمقدمة، ال وهي أن لفظ "الوجود" يقال بالاشتراك على معيين: أحدهما: أن يراد بالوجود الوجدان والإدراك =
نامعلوم صفحہ