============================================================
105 فإن قيل: ما الدليل على أن هذه الصفات قديمات أزليات؟
قلنا لهم: لأن الله تعالى لو لم يكن قادرا في الأزل كيف قدر حين خلق القدرة؟
لوكيف قدر حين خلق الحياة والسمع والبصر؟ وكيف علم حين خلق العلم؟ فيؤدي إلى اان يوصف الله تعالى بالعجز قبل ذلك، وبالجهل قبل ذلك، وهذا ممتنع والهادي هو الله.
وأما صفات الفعل: كالتخليق، والترزيق، والإفضال، [والإنعام](1)، والإحسان، والرحمة، والمغفرة، والهداية، فكلها قديمات أزليات لاهو ولا غيره على مامر.
لاوقالت الأشعرية: إن هذه الصفات كلها مخلوقة(2).
ل وقالوا: إنه لم يكن خالقا ما لم يخلق الخلق، ولم يكن رازقا ما لم يرزق الخلق، إلا أنا ال ن قول: يجوز أن يسمى خالقا وإن لم يخلق الخلق، ويسمى رازقا وإن لم يرزق الخلق.
ألايرى أن واحدا منا إذا كان قادرا على الخياطة يسمى خياطا وإن لم يوجد منه الخياطة، كذلك ههنا، الله تعالى لما كان قادرا على التخليق والترزيق يسمى خالقا ورازقا، الايرى أن الله تعالى سمي نفسه مالك يوم الدين وإن لم يخلق يوم الدين، لكن لما كان قادرا على تخليقه وإيجاده سمى نفسه بذلك الاسم، كذا ههنا، إلا أن هذا الجواب ليس بمتين(3).
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب).
(2) في (ب) و(ج) و(د): محدثة. قلت: يرى الإمام الأشعري أن صفات التخليق والإبداع والتكوين ال والترزيق كلها محدثة، وليست بصفات قديمة لله تعالى، بل هي أمر اعتباري يحصل في العقل من نسبة الفعل إلى المفعول، لأن التكوين هو المكؤن عندهم، وكذا سائر صفات الأفعال. انظر "المسايرة" ص88-95، و"إشارات المرام من عبارت الإمام) ص214.
(3) ورد بالنسخة (ج) تعليق صورته: "إشارة: من قال بقدم الصفات الفعلية فيريد به كونها مبدأ أي منشأ الأفعال ومبدأ لإخراج المعدوم من العدم إلى الوجود الراجعة إلى التكوين العام، وأما من قال بحدوثها فيريد أنها عبارة عن تعلقات القدرة والتعلقات حادثة، وهي آثار القدرة).
نامعلوم صفحہ