============================================================
لا مقدمة ولا مؤخرة، والخير والشر والإيمان والكفر والطاعة والمعصية بتقدير الله وقضائه الاومشيئته وإرادته وتوفيقه وخذلانه وعصمته، فبأي سبب(1) يستحق العبد العقوبة والمثوبة؟
فإنا نقول: اعلم أن الأمر بالطاعة من الله تعالى، والائتمار بالطاعة من العبد، والنهي الا من الله تعالى، والانتهاء من العبد، والطاقة والقوة من الله تعالى، والاكتساب والجهد والعزم من العبد، فمتى(2) وجد منه الجهد والقصد والاكتساب تحصل له القوة.
والاستطاعة من الله تعالى مقارنة للفعل، فيستحق الثواب والعقاب بفعل نفسه، فكذلك عطاء الإيمان من الله تعالى، والاهتداء والمعرفة من العبد، والهداية والحومان الا من الله تعالى، والقصد والتضرع والدعاء من العبد، والخذلان في المعصية من الله تعالى، ال و التوبة والاستغفار من العبد، والنعمة من الله تعالى والشكر من العبد.
فإذا وجد منه القصد والنية في المعصية، يجري خذلان الله تعالى مع نيته وقصده (وعزمه](3)، فإذا ؤجد عزمه ونيته في الطاعة يجري توفيق الله تعالى مع نيته وقصده وعزمه، فإنما استحق الثواب والعقاب بالجهد والقصد والاكتساب، وذلك من فعل العبد اوصفاته، ومن قال غير هذا فهو ضال ومبتدع.
الاوجواث آخر: وهو أنه إنما استحق العقاب بترك الأمر والنهي، وهما ظاهران كما ذكرنا.
=2- الاستطاعة التي هي حقيقة القدرة وهي المعنية بقوله تعالى: ما كانوأ يستطيعون السمع وما كانوا يصرون} [هود: 20] وهي التي يقع الذم بسببها مع صحة الأسباب والآلآت، وهي التي عليها كلام علماء الفن.
(1) في (ج) و(د) و(ها: شيء.
(2) في (ج): فمن.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج).
نامعلوم صفحہ